لن أكونَ كغيري يا (خالد) .. لن أكونَ كغيري وأتحدَّث عن معاناتِك مع الحاجةِ وقلّةِ ذاتِ اليَد والفقر .. فهي من صروفُ الزّمان ونوائب الدَّهر .. وَلكَم أصابت عظماء الرّجال قبلك ، ولن يسلمَ منها من سيأتي منهم بعدَك .!
لن أكونَ كغيري يا خالد وأتحدّثُ عن حالكَ التي أجبرَتكَ على القبولِ بعملٍ ما كنتَ لتلجأَ إليهِ لولا أن تَخلّى عنكَ (أولئكَ) الذينَ كنتَ تحسبهم أوفياء ، فالعملُ أيّاً كان لا ينقص من قدرك ..
وهو بكلِّ الأحوال خيرٌ لكَ من أن تمدَّ يدك .!
أنا لن أتحدّث عن كلّ ذلك يا (خالد) لأنّني لستُ أرى في الغِنَى (فضيلةً) أو مَحمدَةً يفاخِرُ بها صاحبُ المالِ على الفقير ، كما أنّني لا أرى في الفقر (نقيصةً) أو مَذمّةً أو عَيباً تجعلُ صاحبها يتوارى خجلاً عن أعين النّاس .!
ورُبَّ (فقيرٍ) .. يملأُ القلبَ (حِكمةً) ..
ورُبَّ (غَنِيٍّ) .. لا يَريشُ ولا (يَبري) ..
لن أتحدّثَ عنكَ يا (خالد) ، وإنّما سأتحدّث عن أولئكَ الذين (يقتلون الجِيَاد) .!!
(هؤلاءِ) يا (مَسعَد) ، يذكرونكَ فقط عندما كُنْتَ تركضُ بكامل عافيتك على أرضِ الميدان ..
يَومَها يا (خالد) ، كُنْتَ ذلكَ (الجَوادَ) الذي يراهنونَ عليهِ في كلِّ (السّباقات) .. كنتُ تُجَندِلُ لهم الخصومَ الواحدَ تِلوَ الآخر .. ترسمُ على وجوههم البسماتِ والضّحكات ..
كم كُنْتَ كريماً معهم يا (خالد) ، لكنّهم في المقابل ، قابَلوا كَرمكَ بالجحود ، ووفاءكَ بالخُذلان .. قتلوكَ يا (خالد) !
قُلتَ لك (إنّهم يقتلونَ الجِياد .. أليسَ كذلك ؟).
أُفٍّ لهم يا خالد ، وعَدوكَ وأخلفوا الوعد .!
صَبراً (خالد) ، فلا شيئَ يدوم ، غداً بإذن الله .. سيطلع الفجر ، وستنجلي الأحزان والهموم ..
(وعندَ اللهِ تجتمعُ الخُصوم) .!!
خاتمه :
(إنّهم يقتلونَ الجِياد .. أليسَ كذلك .؟) ..
روايةٌ للكاتب الأميركي "هوراس ماكوي" ، رأيتُ أنّها (أصدقُ) عُنوان لقصّةِ (خالد) ..
وكم لدينا من (خالد) .!!؟؟