بسم الله أبدأ بطرح تساؤل لأولي الأحلام والنُهى، لأصحاب الفكر، لأولئك الذين يصنعون من أفكارهم
سعادة تكسبهم حباً ومجداً أو إنجازاً يظل شاهداً لهم أو شعبيةً يحظى بها عند من يقدر ويحترم أهل العقول
ليس بالضرورة إن الكل يؤيدون كل فكرة أو يتفاعلون مع أي سؤال يحرك الفكر بإيجابية فلن يجمع البشر على نجاحك وتميزك ونضوج عقلك فمن يقرأ تاريخ البشرية ويتدبر في قصص المفكرين والمبدعين يجد قصة مكررة في كل الأحداث وهي أختلاف الناس تجاه من يتميز بفكره ويبرز بجهوده ويحاول أن يضئ شمعة بدل من أولئك الذين ليس لهم حيلة سوى أن يلعنوا الظلام
سؤالي هو أين يقع شعراءنا في سُلم الشعر والشعراء؟
هل بيئة غامد الزناد بيئة مُنفرة وطاردة لكل موهبة شعرية؟
لماذا لا يوجد لدينا شاعر يظاهي ويقارع شعراء الجنوب المعروفين؟
واقصد (الموروث الشعبي أو مايُسمى بشعر الشقر)
أمثال بن عزيز وبن هضبان وهميل بن شرف والبيضاني و........ و........ وغيرهم من فطاحلة الشعر الجنوبي
أزعم إن لدينا مواهب شعرية غزيرة كما أزعم أن لدينا شعراء لديهم من الفصاحة والدهاء والفطنة والموهبة الشعرية مايجعلهم يقارعون هؤلاء في الميادين ، ولكن ماهو السبب في عدم بروزهم وظهورهم بشكل أكبر ؟
سؤال أرى أنه جدير بالطرح وبالنقاش وبالأهتمام
فالقبائل لاشك إن لشعراءها دور بارز في أعلى شأنها وذكر مناقبها وتاريخها والمفاخرة بشيوخها ورموزها ولعلنا نستفيد من طرح هذا التساؤل أن يقوم كلاً بدوره ابتداء من الأسرة والمدرسة والمجالس لنرى في قادم الزمن الشعراء يتسابقون بلحن القاف ويفاخرون بغامد الزناد
فالشعر والشعراء يمرون بمرحلة أسميها مجازاً بالحبو الشعري (البدايات)
هذه المرحلة هي أصعب مرحلة وهي سر انطلاقة ونجاح أي شاعر وتحتاج هذه المرحلة للكثير من الدعم والتحفيز والتشجيع والنصح والتوجيه
و بما أن الشعر موهبة تحتاج للصقل والتدريب والممارسه، لذلك أرى إن مواهبنا تموت أو تتعرض للضمور وللذبول لانها لم تجد دعماً وتشجيعاً وتحفيزاً منذ الصغر
لذلك لم يظهر شاعر يقارع هؤلاء الشعراء ويحجز لنفسه مقعداً مرموقاً بين شعراء الجنوب
من هنا بدأت المشكلة فشعراءنا يتعثرون بهذه المرحلة وهم في سن لا يسمح لهم بذلك التعثر واذا تجاوزوا العقبات بهممهم العالية لم يجدوا دعماً من المجتمع بل نرى النقد اللاذع والتحطيم فتموت مواهبنا الشعرية بإيدينا
ويجب أن أشير إلى علوا شأن شعراء في السابق _رحمهم الله وأحسن ختام من بقي منهم _ مازالت قصائدهم يتداولها الأجيال جيل بعد جيل على الرغم عدم وجود اعلام وتصوير ووسائل تواصل
ولا أنكر ايضاً ظهور وبروز أسماء على السطح تمتلك قدرات ومواهبة رائعة ولكن ماذا لو وجدوا الدعم والتشجيع والتحفيز؟
لذلك علينا أن نهتم بمواهبنا الشعرية في سن يسمح لهم بالنمو الشعري مع النمو العقلي والعُمري والثقافي
عندها سنرى شعراءنا ينافسون هؤلاء الذين نروي قصايدهم ونتغنى بها في مجالسنا
وأقترح إنشاء ( نادي للشعر بغامد الزناد ) يشرف عليه الشعراء البارزون ويدعون فيه كل موهبة شعرية و يعملون على تنظيم لقاءات شهرية يشرف عليها نادي الحي أو لجنة التنمية الإجتماعية ويدعمهم رجال الأعمال ويدعون الأشبال والشباب لإبراز مواهبهم
هكذا نثبت وجودنا ونرى مبدعينا ومواهبنا تنموا مع الزمن لنجني الثمار اليانعة، ونرى النجوم اللامعة في سماء الشعر.