التمرد على الوالدين والخروج عن طاعتهم كبيرة من كبائر الذنوب ..
وفيه تعرض لسخط الله , وغضبه وهو سبب رئيسي في سلب السعادة ، وتفكك الأسر , وانتهاك الأعراض ..
والمتمرد وعصيان الوالدان لا يضبطه خوف من الله أو الناس أو حياء ..
وهو اقرب للافساد في الأرض والخروج عن الطبيعة الآدمية ..
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين , وقرنه بتوحيده, قال تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"..
والعقوق , أي عصى واستكبر , ومنه يمكن أن نعرف التمرد على الوالدين بأنه عقوقهم بعصيانهم ، بترك أمرهم ، أو إتيان ما نهوا عنه ، وقد يدخل فيه إيذاءهم بغير ذلك لاشتراك العلة ، وهي العقوق ...
ومن أسباب العقوق كثرة الطلبات من غير مراعاة ظروف الوالدين المادية، وتأخر الابن عن العودة إلى البيت خصوصاً في الليل والإعراض عن الحديث مع الوالدين..
وعدم خفض جناح الذل لهما والانفعال والغضب من الوالدين، وربما على شيء تافه والامتناع عن أي شي أحباه الوالدين وعدم التعايش مع الظروف التي نشأوا فيها وعدم الرضا بما قسمه الله لهم وارتكاب أعمال تتنافى مع الدين الإسلامي والأخلاق الكريمة وهجرهما وإيداعهما في دار العجزة والصحبة السيئة لها تأثير في التمرد على الوالدين ..
والعوامل النفسية والاجتماعية والمادية تساهم في التمرد على الوالدين ،ومنها الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت، كما جاء في الحديث.( قال قائل يارسول الله ، وما الوهن ؟ قال عليه الصلاة والسلام حب الدنيا وكراهية الموت ) ..
وللآباء دور في ذلك من خلال تساهل الوالدين في تربية الأولاد، فيقولوا مثلا: يكبر ويتعلم! والرغبة في الاستقلال والاندفاع في تغير الوضع الراهن مما يؤدي إلى زيادة التحدي للقواعد ..
ويعتبر التمرد على الوالدين ذا صلة بتغيرات هرمونية وتغيير بنية الدماغ والتي يتم تكوينها في أوائل العشرينات..
وبين هذا وذاك تأتي الحماية المفرطة من الآباء للأبناء بالتالي لا يستطيعون التعامل مع المصاعب والإحباط في حياتهم وتسلط رب الأسرة حيث لا يسمح بالمناقشة وتبادل الرأي.وكثرة توبيخ الأولاد ولو على أتفه الأمور.والتضييق على حريتهم، مثل منعهم من التواصل مع أصدقائهم إلا لوقت قليل جداً كل ذلك تساهم بنسبة كبيرة على العقوق..
ويأتي الدور التربوي في معالجة هذا السلوك وهو الترغيب بفضل البار ، والترهيب بعقاب الله للعاق ، وأن العقوق من كبائر الذنوب، وأن رضا الله مقرون برضا الوالدين ،وذكر فضائل الوالدين عليه على سبيل التذكير بحقهما ، لا على سبيل الكبر والاحتقار ..
وإعداد الوالدين أنفسهم لمواجهة التحديات في تربية أبنائهم وتخصيص وقت كاف للجلوس معهم ومناقشة همومهم وأفكارهم ومتطلباتهم وإعطائهم الحرية في إبداء الرأي وتقلدهم للمسؤولية والرضا بما ينجزونه وتقديم الدعم لهم وتقديم الحب والنصح وتعزيز الثقة بالنفس ودعم التماسك النفسي والعاطفي لهم وفتح الحوار الدائم ومنحهم الاحساس بأنهم أشخاص فاعلين داخل الأسرة ..
والهدوء في التعامل معهم وعدم أخذ التصرفات على نحو شخصي أو البدء في الصراخ وفقدان الأعصاب مما يولد الخوف والرهبة ومن ثم الرغبة في الهروب من المنزل ..
وللإعلام دور في نشر الوعي بحق الوالدين وتقبيح صورة المتمرد والعاق والنشر المستمر بفضل الوالدين واثر بركتهما في حياتهم وتوضيح فوائد بر الوالدين في الدنيا والآخرة ونشر قصص المتمردين من الهاربين والهاربات من أهاليهم خارج البلد ..
وعدم التأثر بهم وتقديم سلوك تربوي للمتمرد على ضوء الكتاب والسنة وتعريفه بالبر بالوالدين وفضل الإحسان إليهما وأنه مقدم على الجهاد وأن الجنة تحت أقدامهما وأنه سبب في تفريج الكربات وتوجيهه لترك المعاصي التي هي سبب في وقوع العداوة بين الآباء والأولاد.
والتربية بالحب والاحتواء والعطاء برفق واستشعار نعمة وجود الأبوين على قيد الحياة والاستعانة بالله بالدعاء للاستعانة على تربيتهم تربية سليمة والقراءة المكثفة في بر الوالدين والقدوة الحسنة توصلنا بإذن الله إلى تحقيق الهدف .