يبدو أن العالم كله قد أعلن الحرب على فيروس كورونا , حيث يخوض الجميع حروبا طاحنة يستخدمون فيها كل ما يملكونه من إمكانيات , يحشدون فيها الجيوش ورجال الأمن والقوات الخاصة ومختلف الأسلحة ويقف فيها القطاع العام والخاص معا. ومع ذلك تجد العالم كله ما زال في موقع الدفاع عن النفس بل أن البعض من الدول قامت برفع الراية البيضاء .
في الوقت الذي تمكن فيه الفيروس من إلحاق الخسائر الفادحة في قوات التحالف العالمي , حيث تمكن من ضرب الإقتصاد وتحولت المدن إلى أشباح (الحروب النظيفة) ؟! وقام بإختراق القصور والقلاع العسكرية البرية والبحرية والجوية , وتمكن من إصابة وقتل العديد من الزعماء وقادة الجيوش والجنود , تجدهم ما بين قتيل ومصاب أو محجور أو معزول (خارج الخدمة) , وحول حياة الشعوب الى جحيم (الإقامة الجبرية) . وقد أصبح من المعتاد أن يظهر العديد من الزعماء في وسائل الإعلام يخاطبون فيها شعوبهم على الهواء مباشرة , ليس من أجل رفع المعنويات بل للتحذير والتمهيد لما هو قادم من الأيام (الأسوأ) ؟! لأول مرة في التاريخ يتم استخدام المصطلحات الحربية في مواجهة الوباء على وزن (العدو الخفي , التعبة العامة , الانتاج الدفاعي , الحملة العسكرية .. الخ) .
فيروس كورونا ما زال يمسك بزمام المبادرة ويفرض إيقاعه في الميدان (العالم) على الرغم من أن الهجوم (الكوروني) ما زال في بداياته إلا أن العالم ما زال تحت وقع الصدمة (الدفاع المستميت) . الجيش الأمريكي يقوم بتجميد التحركات العسكرية في الخارج وإلغاء العديد من المناورات العسكرية , يقنن الإجازات يتعرض المئات من أفراده الى الإصابات , ومع ذلك وصل الوباء الى معقل القوة العسكرية (البنتاغون), وهناك خمسة الآف جندي أمريكي يخضعون للحجر والعزل على حاملة الطائرات روزفلت التي تم إحالتها الى التقاعد مؤقتا !
والجيش يحشد في المدن الأمريكية (عسكرة المجتمع) , بل تجد وزير الدفاع الأمريكي يصرح قائلا : أن وباء فيروس كورونا قد أثر على درجة إستعداد القوات المسلحة الأمريكية ! إنها حرب ضد محتل من نوع آخر لا تخضع فيها القوى المتحاربة للقانون الدولي وتدور رحاها من شارع الى شارع وفي الميادين والأسواق والمستشفيات والمنازل وفي كل مكان برا وبحرا وجوا (حرب مفتوحة) طبعا هذا ينطبق على بقية الدول في العالم .
في حرب الـ (كورونا) العالمية يعمد الجميع وبدون إستثناء على التعتيم على الخسائر التي لحقت بهم والذي ساهم بدوره في خدمة العدو الخفي . الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار فورا في جميع أنحاء العالم والتركيز معا على المعركة الحقيقية (كورونا) ! رئيس جمهورية بيلاروسيا يرفض فرض أي حجر صحي على مواطنيه , ووصف فيروس كورونا بأنه (هوس).
ونصح الشعب بشرب الخمر (الفودكا) وممارسة الحمام البخاري كأفضل دواء لمحاربة كورونا ؟!! . أعتقد أن فيروس كورونا سوف تترتب عليه تغييرات كبيرة على العقيدة العسكرية في العديد من الدول في العالم , ومن أهمها أن الجبهة الداخلية لا تقل أهمية عن الجبهة الخارجية , وأن محاربة الأوبئة لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب , وسوف نشهد تشكيل أفرع عسكرية جديدة على وزن القوات الفضائية تحت مسمى قوات محاربة الأوبئة (الجيش الأبيض) .
وأنه سوف يتحول من مساند للقوات المسلحة الى مشارك رئيسي في الخطوط الأمامية . أخيرا وكما هو معروف في الحروب يتم تطوير الأسلحة بشكل سريع , وأعتقد مع فيروس كورونا سوف يشهد فيها العالم نقلة نوعية في الصناعات الدفاعية (الطبية) لأن فيروس كورونا أثبت بأنها لا تقل أهمية عن الصناعات العسكرية , وسوف تكون في متناول الجميع حفاظا على السفينة من الغرق (العالم) .
الحرب ما زالت في بدايتها ولم تصل (الذروة) بعد والتي قد تطول أو تقصر .
أخيرا النصر قادم لا محالة ولكن حسم المعركة يعتمد على مدى تمكن العالم من إكتشاف سلاح فتاك (اللقاح) يبيد الفيروس ويعجل بإنتهاء الحرب .
التعليقات 1
1 pings
د.محمد النجار
04/04/2020 في 1:02 ص[3] رابط التعليق
تمام صدقت فيما قلت
فيروس ضعيف لايرى بالعين يحارب العالم كله
ولقد اثبت ان العالم ضعيف جدا امام قدرة الله
(0)
(0)