يقول رجل ﺿﺮﺑﻨﻲ ﺃﺣﺪهم ﺑﻌصا ﺃﺳﻔﻞ ﺭﺟﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺑﻴﻨﻤﺎ كنت ﺃﺳﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭاﻟﺘﻔﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻷﺭﻯ من ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﻨﻲﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
ﻭﺗﻔﺎﺟﺄﺕ ﺑﺄﻥ ﻫﺬه ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ.
ﺃﺗﺖ ﻣﻦ ﻋصا ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﻰ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻌﺼﺎﻩ ، ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺷفقة ﻭﺃﺧﺬﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪه ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻥﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﻴﺮ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻪ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻒ !
ﻛﻢ ﻇﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﺎسا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺼﺪﻫﻢ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻨﺎه !
وكم من عداوات ولدت من رحم الظن السيء الذي لم يكن في موطنه.
ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ كقاعدة ذات أولوية ، ﻭﻻ ﺗﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ من ظاهرها دون أن تتبين أمرها.
فكم من قول صدر من صاحبه وهو في واد والمتلقي في واد أخر .
وكم من تصرف بدر من شخص قد دفعه له أمرً خفي لا نعلمه ، وبمجرد انطباع الصورة في مخيلتنا لأول وهله نبادر بإطلاق الأحكام الجائرهضده دون أن نستطلع خفايا الأسباب التي قد لا تكون واضحة المعالم في ذلك المشهد أين كان نوعه!
لذا قال الله تعالى :-
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
مع ذلك كن كيساً فطن لا تنخدع بكل موقف واضح المعالم وتعلقه على شماعة حسن الظن ، إذا تبينت لك أركانه الموجبة له ، فالله سبحانه لميقل: إن كل الظن إثم، فدل ذلك على الأخذ بالظن السيء إذا ظهرت أماراته ورؤيت دلالاته، فالذي يقف مواقف التهم يظن به السوء، كمنيقترف أعمالاً أو أقوال تدل على قبح تصرفه.
أما سوء الظن الممقوت فهو المطلق الذي لا سبب واضح له ولا موجب سوى الشكوك والظنون الغير مبرره أو انحناء على مفاهيم خاطئة أولحاجة في النفس ليس إلا ، وهذا المعنى يحمل الحديث الصحيح وهو قوله ﷺ: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ..
أتمنى أني قد وصلت بالمتلقي لساحة المعركة التي تدور رحى الحرب داخلها ، فقد تراكمت مسببات الظنون السيئة التي تطلقها منصاتالتواصل الاجتماعي بشتى أنواعها ، فسحقت الكثير من العلاقات الحميمة واشعلت نار البغضاء والكراهية بين الكثير من الناس ، فمعظمالمشاكل مع ألآخرين تقع بسببين :-
مقصود لم يُفهم ، أو مفهوم لم يُقصد !
إستفسر عن القصد قبل الحكم و أحسن الظن بمن لم تتيقن منه غيره ، و إذا خان التعبير أو التصرف لا يخونك التفسير و التبرير ..
أخيراً قيل ظن العاقل خيراً من يقين الجاهل!!
دمتم بود ..