إن الزمن وتحولاته وكل ما يطرأ عليه من تغيرات سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية، كل ذلك يؤثر بشكل أو بآخر في الثقافة وناتج المجتمع الثقافي، ففي عصر الانحطاط تعظم الصغائر وتتلهى الشعوب بلقمة عيشها، وتبتعد عن الإنتاج الثقافي والقراءة، وفي عصور القوة يزدهر الإنتاج الثقافي وتزدهر الشعوب وترتقي ثقافياً وحضارياً (القوي هو الذي يكتب التاريخ). وبما أن الثقافة هي المؤثر الفاعل في الفكر فإن الفكر يتأثر سلباً أو إيجاباً في الثقافة وبرقيها وبانحطاطها
يُكثر عديد من مدعي التنور العربي الحديث عن التفاعل بثقة مع العولمة بدل اعتبارها مؤامرة على العرب، والنهي عن الاحتجاج عليها والحث على الأخذ من الحضارة الإنسانية بفعل التفاعلات الكبرى الجارية في العلوم وفي اقتصاد السوق والحاجات الاستهلاكية وأنماط المعيشة وغيرها، وأن نسأل أنفسنا ماذا نقدم كحضارة للحضارة الإنسانية في هذا العصر. وهذا حسن، ونحن نؤيد هذه النزعة لطرح هذا النوع من الأسئلة، ولكن كل الشعوب والدول التي ترفض إدارة الظهر للعولمة العلمية والتقنية والاقتصادية وتتفاعل معها وتتطور وتطوِّر مساهمتها من خلال ذلك بنماذج مثل اليابان وكوريا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحتى إسرائيل العنصرية إنما تفعل ذلك بلغاتها هي، وتبقى الإنجليزية لغة ثانية يفترض أن يتقنها المتعلمون طبعاً.
ويبدو لي أن المجتمع الذي لا ينجز ذلك في بلده بلغته، لا يتفاعل مع العولمة في الواقع ولا يتطور معها بل يقلد ولا يبدع، ويكرس تخلفه وتخلف مجتمعه. من لا يتفاعل مع العولمة ولا يجاري التطور في الاقتصاد والعلم والفنون بلغته يبقى على هامش الحضارة الإنسانية ولا يساهم فيها، بل أكثر من ذلك يحجب التطور عن لغته ذاتها. فاللغة، ومعها المفاهيم والثقافة، لا تتطور إذا أُقصيت عن الاستخدام في المجالات الديناميكية المتطورة والمتغيرة باستمرار مثل العلوم والفنون والاقتصاد، وإذا اقتصر استخدامها على الأدب والمقالة والخطابة مثلاً. نحن نجد أنفسنا أمام وضع يتخرج فيه طالب جامعي في جامعته من دون أن يقرأ مقالاً علمياً واحداً بالإنجليزية من جهة، ويتخرج آخر لا يتقن العربية من جهة أخرى، ولم يستخدمها أصلاً بصفتها لغة دراسة وتدريس منذ المدرسة الابتدائية، وكلاهما وجهان لعملة التخلف العلمي والاجتماعي نفسها ، الثقافة طريق من طرق صناعة المستقبل للأجيال الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والدينية.
- بيان مصري سعودي: نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها وأهمية شمولية العملية السياسية
- مكة المكرمة.. القبض على مقيم ومواطن لارتكابهما عمليات نصب واحتيال بنشر إعلانات حملات حج وهمية
- دوري روشن: التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الهلال مع الشباب
- تحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة في القطاع الصحي الخاص بحفر الباطن
- بالشراكة مع وزارة السياحة .. الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية تُصدر قرار توطين 41 مهنه في القطاع السياحي
- “أمانة الرياض” تنجز أعمال صيانة وتطوير شاملة على شبكة الطرق خلال مارس الماضي
- «العقار»: إطلاق خدمة إنشاء عقد وساطة بين وسيط ووسيط فرعي
- شرطة الأحساء تضبط مواطنًا لتحرشه بحدث
- أمانة القصيم تعلن جاهزيتها القصوى استعداداً للحالة المطرية المتوقعة
- ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 51.240 شهيدًا والإصابات إلى 116.931
- وزارة الصناعة توجّه 1226 إنذارًا لمواقع تعدينية خالفت نظام الاستثمار
- حداداً على وفاة البابا فرنسيس.. تأجيل مباريات الدوري الإيطالي
- “الدفاع المدني” يتفاعل مع “الإنذار الأحمر” وينبه سكان 4 مناطق : تجنبوا تجمعات المياه
- أمانة الشرقية تنظم معرض الابتكار والإبداع تزامناً مع اليوم العالمي للابتكار والإبداع
- الأونروا: لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني
بقلم : عبدالله القرشي

أثر الثقافة على الفكر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3341900