أينما تذهب وفي أي مناسبة سواء كانت إجتماعية أو حتى جلسة عائلية تجد (الجوال) هو سيد الموقف ومحور الإهتمام لدى الجميع وبدون إستثناء ! تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى , بل قد يمضي الحفل وينفض السامر ولا تعرف من هو الذي كان يجلس بالجوار ومن هو الذي لبى النداء أو حتى اعتذر عن الحضور , أو ما هي المواضيع التي كانت تطغى على المشهد ؟! تجدهم أقرب إليك من حبل الوريد (الأجساد) , ولكن الأرواح والعقول تجدها بعيدا بل وفي الكثير من الأحيان تتخطى حدود الزمان والمكان وتجدهم يتواصلون مع العديد من الأشخاص وفي أكثر من قارة وفي نفس الوقت . شبكات التواصل الإجتماعي طغت على الجانب الاجتماعي فاتسمت العلاقات بالبرود والجفاء (تأدية واجب) , بل كثيرا ما ساهمت في زرع الفرقة والشقاق بين المرء واخيه وأمه وصاحبته وبنيه , لكل امرىء يومئذ شأن يغنيه ( الجوال) ؟! مع ثورة المعلومات العالم لم يعد قرية بل أصبح في متناول اليد بل وفي جيبك (الجوال) وعلى مدار الساعة ، لا أريد أن اتطرق إلى التفاصيل المتعلقة بالجوانب السلبية والإيجابية لشبكات التواصل وما تحمله من بعد إجتماعي وسياسي واقتصادي وديني وعلمي وإعلامي بدأ يلقي بظلاله على الجميع . لكن ما لا يدركه الجميع بأن شبكات التواصل الاجتماعي تحولت إلى وكر للجاسوسية فمن خلالها أصبح بالإمكان اختراق الجبهة الداخلية لأي دولة ومن جميع الأبعاد ومعرفة أدق التفاصيل عنها . بل أنها تحولت إلى مصدر رئيسي للأخبار وبالتالي المساعدة في توجيه الشعوب بل والمشاركة في تحديد وتوجيه الخيارات لديها مثل التلاعب في الإنتخابات أو هروب الفتيات ونشر التطرف خير مثال على ذلك , لعل الجانب الصحي قد بدأ يلقي بظلاله ! الأضرار الصحية الناتجة عن الإستخدام المفرط للأجهزة التقنية والتي بدأ يعاني منها الكثير ويلاحظها كل ذي بصيرة خير مثال على ذلك . إن الإستخدام المتكرر للهواتف النقالة والأجهزة الذكية بدأ يؤذي أعصاب وأوتار اليدين حسب دراسة نشرها موقع هافينغتون بوست الأمريكي . ليس هناك حل سحري للموضوع فالكل في الشرق والغرب سواء (المعاناة) !! أعتقد أن الترشيد في استخدام الهواتف النقالة والأجهزة الذكية قد يبقى خير حل لذلك , وحتى يتحقق ما نصبوا إليه لا بد من أن يتحول ذلك إلى ثقافة في المجتمع , مثل الترشيد في استهلاك الماء والكهرباء والطاقة .