سُميَّ يوم الثُّلاثاء لإنّه اليوم الثالث من الأسبوع ، وشاءت الأقدار من الله سبحانه وتعالى أن تُقام القمم الثلاث " القمة الخليجية والعربية والإسلاميّة" في مكة المكرمة بجوار بيت الله ، والتي حظيت فيها نيلَ وشرف الحضور في تلك القمم الثلاث ، متبوعةً بثلاثةِ أيام بعد الختام ، ويحلُّ عيد الفطر المبارك يوم الثُّلاثاء " ثلاث قمم" "وثلاثة أيام " "والثُّلاثاء عيد الفطر المبارك.
ما أجمل الأوقات التي كانت في شهر رمضان المبارك الذي يهبُ الله فيه لمن يشاء من عباده بالعفوِ والمغفرةِ والعتقِ من النار ، وقادة القمة الخليجية والعربية والإسلامية في أجواء روحانيّة تعملُ على توحيد الصف الإسلامي ، وتوثيق الروابط بين القادة وشعوبهم على المنهج الإسلامي الصحيح المُتمثِّل بالوسطية والاعتدال في روحٍ تسمو بالإلفةِ والمحبةِ والتكاتف.
وكأن المشهد يُمثِّل لنا مراتب اليقين الثلاث ، حيثُ علم اليقين أن لا سلام بين الشعوب الإسلاميّة إلاّ عندما تكون الوسطية والاعتدال منهجاً إسلاميًا قائمًا في الدول الإسلامية أجمع ، ومُحاربي التطرف والإرهاب الذي أينما يحلُّ يتفرع بجذوره من الخراب والدمار والقتل والتفرقة بين المسلمين وفقد الأمن والأمان والسلام.
وماكان اجتماع القادة إلاّ أن نرى المرتبة الثانية التي تتمثل في عين اليقين لما رأيناه وسمعناه من البيان الختامي المُتفق عليه ، وصولاً للمرتبة الثالثة من مراتب اليقين "حق اليقين" وبإذن الله يتحقق ذلك.
ماأجمل رقم ثلاثة في شهر تسعة "شهر رمضان المبارك" ومكة المكرمة تكتظ بالمسلمين من كل مكان ، بعد أن تم خلقُهم في بطونِ أمهاتهم خلقًا بعد خلق في ظلماتٍ ثلاث للانتقال للمرحلة التي تليها " مراحل العمر الثلاث" الطفولة والشباب والشيخوخة ، وهم على فطرتهم الإسلامية التي تعمل على الأدلة الشرعية الثلاث "القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع" وفي الأرض ثالث كواكب المجموعة الشمسية ، وهم يعلمون ويعملون لمراحل الحياة الثلاث "الدنيا ، حياة البرزخ ، الآخرة" يسبحون ثلاث مرات بالركوعِ والسجودِ ويستغفرون ثلاث بعد السلام من الصلاة.
والثلاثة رقمًا والثُّلاثاء يومًا في القمم والعيد تأخذنا إلى التفاؤل بنجاح القمم التي انعقدت في شهر رمضان المبارك في عملية من التكوين الثلاثي مابين " الخالق الرحمن الرحيم ، والمخلوقين القادة الإسلاميين ، ومايتم عمله من المسلمين " والتي تتطلب جهدًا كبيرًا وأهمُّها الثلاث "الفكر والإرادة والإحساس"