الإيجابية طريقة تفكير قبل أن تكون عادة أو سلوك. فاقدها لا يعطيها، ولكي تمنحها غيرك يجب أن تتمثلها سلوكاً واقعياً ومنهج حياة.
"دخل المربي الأول صلى الله عليه وسلم على أعرابي يعوده في مرضه. قال: لا بأس طهور إن شاء الله. قال الأعرابي طهور؟
بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فنعم إذّا.
واليوم في علم النفس تقوم "نظرية العلاج المعرفي السلوكي" على هذا المنهج، فالفكرة تسبق الفعل وتحدد إتجاهه.
ويقصد بالمعرفي جميع المعارف الذهنية كالتصنيف والتخزين للمعلومات التي يتعرض لها الشخص بالإضافة إلى المعارف السابقة المخزنة في الذاكرة، وتشمل هذه العمليات الإدراك والتفكير والتذكر، والربط والإستدلال. بينما مصطلح السلوك يعني جميع الأفعال وردود الأفعال التي تصدر من الشخص كإستجابة لمنبه أو مثير خارجي أو داخلي، فالحديث الإيجابي مع النفس يعد مثير داخلي قد يحسن المزاج ويدفع الشخص نحو فعل إيجابي. وسماع كلمة إيجابية قد تكون مثير خارجي يستثير الدوافع الذاتية؛ لينتج سلوك إيجابي، والعكس حينما يكون المثير سلبي تصبح النتائج سلبية.
ومن الأمثلة الحية في واقع الحياة اليومية. فكرة طالب ما عن مادة دراسية. فلو كان تفكيره نحو ذاته ايجابياً واعتقد أن لديه القدرة على استيعابها وفهمها سوف تتغير مشاعره النفسية إلى حبها وقد يصل الحب إلى نوع من الشغف والنتيجة تفوق ملموس في هذه المادة، فيصبح التفوق عادة.
تبدأ الإيجابية من الفكرة، مروراً بالشعور لتنتهي بالسلوك، ومن ثم يصبح السلوك عادة. لهذا قيل "حياتك من صنع أفكارك"
وقال الفيلسوف الصينى لاوتسو
"راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات. وراقب كلماتك لأنها ستصبح أفعال. وراقب أفعالك لأنها ستتحول الى عادات. وراقب عاداتك لأنها ستكون شخصيتك.