حلمنا به منذ زمن بعيد وبعد طول إنتظار جاء على استحياء كانت أعيننا تراقبه ينموا رويدا رويدا كما يترقب أبن السبعين بعد طول عقم ابنه الأول بكل شغف حتى إذْا اكتمل البناء وبلغ مانتمناه واستوى على سوقه وانسكب الأطفال والرجال والنساء بمختلف الأعمار كما ينسكب الماء من فئ السقاء جاءت له يد الغدر الحاصدة من سدٍ سمعنا به وتأملنا ان يكون حماية لنا بعد الله فكان هو العدو الذي أجتث فرحتنا ووأد أحلامنا ذلك السد الهلامي الذي مكث حوالي سبعة عشر عاماً يحفر في الأرض ليوارئ تعب وعرق وجهد رجال بذلوا جهداً غير عادي ليرسموا البسمة على شفاه الأطفال والكبير والصغير ثم بين عشية وضحاها أصبح متنزهنا قاعاً صفصفاً .
كم أتمنى أن أعزي سعادة المهندس عبدالعزيز المالكي رئيس بلدية غميقة والاستاذ مرضي الزهراني وكل الرجال الأوفياء الذين واصلو العمل ليلاً ونهاراً وبعد التمام وقبل الحصاد تم اغتيال الفرحة ، أيها الفضلاء لم أحصل على الفرصة لأشكركم على عملكم المشكور وإخلاصكم البين المشهور كما لم أحصل على الفرصة لأعزييكم ونفسي وكل أبناء قرية الماء الحار ومن حولها , عظم الله أجركم .
أما المتهم فهو عقم ترابي لبثت شركات في ردمه حوالي سبعة عشر عاما وسميَّ سداً
ولم يصمد في مواجهة غير متكافئة لسيل وادي يزيد عن مئتي كيلو متر منحدر من جبال السروات ذات الإرتفاع الشاهق فقذف بأحلامنا في لجة البحر الأحمر .