[B]تختلف فئاتهم العمرية ومشاربهم الفكرية، ودرجاتهم العلمية، وطبقاتهم الاجتماعية.
شاب ملتح، وآخر حليق، وثالث بجينز (طيحني) ورابع بقصة الشعر الشهيرة (كدش)... أشكال وألوان مختلفة من الشباب السعودي جميعهم يعملون لخدمة الإسلام والمسلمين.
معقولة! حتى شباب (كدش وطيحني) فيهم خير؟ نعم.. المظاهر أحياناً خادعة وتزيف الحقائق.
ففي مدينة "أدليد" جنوب أستراليا مثلاً، يتوزع الشباب السعودي على مساجدها المحدودة لتنظيم موائد الإفطار للصائمين وتمويلها مالياً من مكافآتهم الشخصية. يتواجدون قبل الإفطار بساعة لتنسيق والترتيب والتنظيم، ثم بعد الإفطار ينشطون بالتنظيف والتغسيل وإعادة تهيئة المكان كما كان، ثم تجدهم في روضة المسجد صلاة وخشوع. وفي جامعات المدينة ينشط النادي السعودي بتوفير وجبات الإفطار للطلاب المسلمين مصحوباً بتنظيم وتنسيق فريد من فريق العمل.
فيما تقوم مجموعة طلاب (البرامدك) بتوفير وجبات الإفطار في الجامعات أيام نهاية الأسبوع مصحوبة أيضاً بترتيب وتنسيق وتنظيف للمكان قبل الإفطار وبعده. وكل هذه الجهود الجبارة للشباب السعودي بجميع مساجد المدينة وجامعاتها بكفة وابتسامتهم الدائمة وأريحيتهم المعهودة وترحيبهم المستمر بكفة أخرى، كما يقول مسلمو أدليد.
كذلك تجد شبابنا في مساجد المدينة وجامعاتها يؤمون المسلمين بأصواتهم الندية العطرة وحسن تجوديهم لكتاب لله الكريم فتخشع لها القلوب وتدمع العيون. أيضاً تجدهم حريصين كل الحرص على مصاحبة المسلمين الجدد من الجنسيات الأسترالية والأوربية والآسيوية وغيرها. يتعاملون معهم بأخوة ومودة، وينفقون جزءاً من أوقاتهم لتعليمهم اللغة العربية وقراءة القرآن الكريم. وفي المدرسة الإسلامية بالمدينة تجد سعوديين متطوعين لتعليم الأطفال اللغة العربية والقرآن الكريم.
المدينة استقبلت كغيرها من مدن أستراليا شباباً سعوديين قادمين من الوطن بمقصد الدعوة إلى الله والإمامة
والخطابة في هذا الشهر الكريم على حسابهم الخاص أثناء إجازاتهم السنوية. حيث تستقبلهم الجالية الإسلامية
بالحب والتقدير والاحترام ويحرصون على الحضور والاستماع لدروسهم الدينية.
هذه المشاهد تتكرر بكل تفاصيلها الجميلة والعطرة والمشرفة لشباب الوطن في كندا وأمريكا وبريطانيا ونيوزلند
وجميع دول الابتعاث بنفس الروح والتنظيم والدعم المالي والمعنوي.
حقاً كم يفخر الوطن بشبابه وشاباته الذين يعكسون الوجه المضيء للدين والوطن.. فنيابة عنهم أوجه رسالتين،
الأولى لأولئك الذين تحدثوا ووصفوا المبتعثين بالتعميم بأنهم مدمنون ومجموعة سكارى، أن يأتوا ويشاهدوا بأم أعينهم أو أن يسعدونا بصمتهم.
والثانية للمسؤولين، أن يهتموا بقضايا الشباب. فكثيراً من المبتعثين عادوا للوطن بشهادات وتخصصات جيدة
وما زالوا يحدثون بياناتهم في حافز! فهذا الإيثار والنشاط وهذه الروح الجميلة ستجعلها البطالة والتجاهل قنبلة موقوتة!
[COLOR=#1200FF]الكاتب : مسلم الرمالي [/COLOR][/B]