حالة تصيب الأطفال ، تجعلهم يختلفون عن أقرانهم من حيث السلوك ، والتعامل ، والتفاعل تتراوح حالاتهم بين شديدةٍ ظاهرةٍ، وبين خفيفةٍ تجعل الأسر تعيش نوعاً من الحيرةِ، والاضطراب، والقلقِ في المرحلة الأولى عند اكتشاف الحالة ، وعند ملاحظة الاختلاف بين طفلهم عن بقية الأطفال.
التوحد حالة بدأت تظهر بشكل واضح في الفترة الأخيرة في المجتمع وهذا يتطلب وعياً بهذا النوع من الحالات لمراعاة احتياجات هذه الفئة والطرق الصحيحة لتشخيصها وكيفية التعامل معها وتهيئة الجو المناسب لها .
ويعرف التوحد بأنه اضطراب يؤثر على كيفية إدراك الشخص للعالم و تفاعله مع الآخرين ، فالأشخاص اللذين لديهم توحد يسمعون و يشعرون ويشاهدون العالم بشكل مختلف عن غيرهم .
وهناك العديد من الأسماء للتوحد ولكن المتعارف عليه هو اضطراب طيف التوحد أو ما يعرف ب "Autism Spectrum Disorder" (ASD
ومع وجود أعداد كبيرة من مصابي التوحد، ووجود سمات مشتركة بينهم إلا أن التوحد يؤثر عليهم بطرق مختلفة حيث أن حواس المصابين بالتوحد قد تكون حساسة أو ضعيفة جداً وقد تجد شخصاً لديه حاسة سمع قوية ، وفي المقابل شخص آخر حاسة سمعه ضعيفة و هذا ينطبق أيضاً على البصر ،والشم، واللمس، والتذوق، والضوء، والألوان، والشعور بالألم.
من جانب آخر، لدى المصابين بالتوحد صعوبة في التواصل مع الآخرين فبعضهم يواجه صعوبات في فهم اللغة اللفظية، وغير اللفظية فقد يفهم التوحدي نبرة صوت معينة أو الإشارة باليد، ويصعب عليه فهم تعابير الوجه أو الدعابات أو نبرات الصوت ويفهم ما يقال حرفياً، ولدى بعض المصابين بالتوحد تخاطب محدود أو معدوم ، ويستطيعون الفهم أكثر من التعبير، ويعانون مع المصطلحات أو الجمل غير الواضحة.
كما أن بعض المصابين بالتوحد يحبون استخدام وسائل بديلة عن المخاطبة للتواصل ويستخدمونها بشكل فعال كلغة الإشارة أو العلامات البصرية، والبعض الآخر من المصابين بالتوحد لديهم قدرة عالية على التخاطب ، ولكن يواجهون صعوبة في فهم ما هو متوقع من المحادثة فقد يكررون ما يقوله شخص ما أو يتحدثون مطولاً عن اهتماماتهم.
يفضل المصاب بالتوحد الروتين اليومي لكي يعرف ما سيجري له كل يوم، ويركز على اهتمامات معينة.
وحول أسباب، وعلاج التوحد ما يزال البحث جارياً ولكن هناك توقع على أنه خليط من عدة عوامل تتعلق بالجينات، والبيئة ، ولا يوجد علاج محدد للتوحد، ولكن يوجد طرق لمساعدة المصابين به لتعليمهم، وتطوير مهاراتهم.
والمصابين بهذه الحالة تواجههم مصاعب في حياتهم العادية ويتطلب مراعاتهم، وتوعية المجتمع بهم ، ومع ذلك لا تزال هذه الفئة مبدعة، ومميزة، والدليل على ذلك أشخاص تميزوا رغم إصابتهم بالتوحد ومنهم على سبيل المثال لا الحصر حافظ القرآن الكريم عبدالرحمن الخالدي، كذلك أستاذة علم الحيوان تمبل جراندن، وجايكوب بارنيت عالم في الرياضيات، والفيزياء الفلكية وهو لا يزال في سن مبكرة ، كما أنه يوجد الكثير من المبدعين الذين بحاجة للرعاية المناسبة و حنان الأسرة، فالشخص المصاب بالتوحد يشعر كباقي الأشخاص بالحب و الحنان وهو جزء مهم في تنمية مهاراته، ولهذا يجب أن نكون معهم في عالمهم تحت شعار ( كن معي في عالمي ) بدلاً من أخذهم لعالمنا.