لكل من ينتظر غائباً عزيزاً لهفة وشوقاً تزداد إذا هلت بشائر قدوم ذلك العزيز الغالي ، وأبناء الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها في مثل هذه الأيام من كل عام على موعد مع موسم الرحمة والمغفرة والرضوان ( شهر رمضان المبارك) تتشوف العيون هلال الشهر وتتوق القلوب والأنفس إلى النهل من بركات الشهر حيث الصيام والقيام وتلاوة القرآن والدعاء والصدقة والبر والسكينة والبركات .
المسلم كيس فطن يغتنم مواسم الخيرات لكي يزيد رصيده من أفعال الخير ويتجنب السيئات ففي الصحيحين ( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين ).. فياباغي الخير أقبل .. وياباغي الشر أقصر هذه نسائم الخير وفضائل الرب فتحت لك لتزداد من الخير و تتخفف من الأوزار والذنوب .
واجبنا أن نتذاكر ونتواصى حتى نزيد رصيد الحسنات ونقفل حساب السيئات ,وأبواب الخير كثيرة نذكر بطرف منها ( فالذكرى تنفع المؤمنين)
••• ففي تلاوة القرآن وتدبره أجر عظيم ففي كل حرف ذنب يُمحى وحسنة تزاد لك ويزيد أجر المسلم إذا تعدى فعل الخير إلى غيره وعمل على نشر تعليم وتدريس كتاب الله فجماعات تحفيظ وتعليم القرآن الكريم تنتشر في كل المساجد فكفالة تلك الجماعات المباركة عمل خير يبقى وقرآن يتلى ستجد بره وفضله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فلنحرص على بذل القليل من المال على جماعات القرآن طلباً للأجر والثواب وحسن أن يُهْدِي المسلم ثواب ذلك لمن يحب من والدٍ وولد وصديق وحبيب .
••• وفي تفطير الصائم أجر عظيم دريهمات معدودات يبذلها المسلم يرجو أن تكون له وقاء من النار فلنحرص على دعم تفطير الصائمين ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو ريالات معدودات
••• الحرص على حفظ الصوم مما ينقصه وذلك بحفظ اللسان والبصر والجوارح عن اقتراف المعاصي والآثام وكيف ذلك ؟؟!! يتم ذلك بنظرية الإحلال والاستبدال فاللسان يتم حفظه بأن يلزم الإنسان الذكر والكلام الطيب وإلا فالصمت أسلم ويكون ذلك باستبدال المجالس التي لاذكر فيها بمجالس الذكر والقرآن أما النظر فحفظه بأن يستبدل مايرى ومايشاهد بماهو خير وأفضل نقول ذلك لمن جعل رمضان شهرا للمسلسلات والقنوات فأوجه الخير تترى وقنوات البر والصلاح مفتوحة فعليك بها رحمك الله وأما حفظ الجوارح فيكون بأن تلزم الخير والبر فلا تمشي إلا إلى صلاة أو عمل خير أو مجلس ذكر أو زيارة بر وصلة رحم أو تلمس لأحوال المسلمين من الفقراء والمحتاجين أو زيارة المرضى أو من أقعده كبرسنه أوهموم الدنيا تسير إليه وتُدخل السرور إلى نفسه وتواسيه وتشاركه همه فذاك خير وأبقى .
••• ولمن أوتى فضلاً من مال فالصدقة باب من أبواب الخير (وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا) فليكن للصدقة نصيب من ميزانيات شهرنا نخرجها طيبة بها نفوسنا نبتغي ماعند الله وماكان في ذوي القربى والجيران فذاك خير وأكمل وأحسن.
••• والصدقة قد تكون بالمال كما تكون بالكلمة فمن لديه زاد من فضل وعلم فليشمر فهذا موسم البركة فرب كلمة طيبة كُتبت لك كانت سبباً في فلاحك ونجاتك من النار ... كلمة مختصرة لمدة خمس دقائق في بيت من بيوت الله أو مجلس من مجالس المسلمين فيها ذكر وموعظة ربما تنبه غافلاً أو تعلّم جاهلاً فتكون أنت وهوفي الأجر سواء
••• ويتعدى الأجر والثواب ويزيد أثره إذا كان في إصلاح ذات البين ورأب الصدع و الإصلاح بين المتشاكسين سيما إذا كانوا ذوي رحم هنا يتوجب على جميع أعيان المسلمين وتُخص أعيان ذوي الجاه والحجا والعلم وجوباً حالاً قاراً لا يتأخر ففي تأخيره تفويت لمصالح المسلمين وإبقاء لبذرة الخلاف حية يُخشى من أن يتعدى ضررها إلى مالا تحمد عقباه .
أبواب من الخير والفضل تحمد في كل وقت ويزيد أجرها وأجر العامل بها سيما في الأوقات الفاضلة كرمضان فالله الله إخواني علينا أن نغتنم هذه المواسم لنزداد وننهل من بركاتها فلا ندري هل ندرك هذه المواسم من قابل أم لا .
أسأل الله لي ولكم الهداية والتوفيق للعمل الصالح المقبول إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الكاتب: سماح بن سالم الرشيدي
التعليقات 1
1 pings
سبحان الله وبحمده
03/06/2016 في 9:17 ص[3] رابط التعليق
??????????????