لست مع ممارسة سياسة الحجب والمنع وتكميم اﻷفواه، ولكن عندما يغلب جانب الشر والسلبية جانب الخير والفضيلة يكون دفع المضار مقدما على جلب المصالح وفقا للقاعدة الشرعية التي تربينا عليها، وعندما يتعلق اﻷمر بديننا أولا وبأمننا الوطني والفكري واﻷخلاقي يختلف اﻷمر وتتغير الموازين، فلا شيء يعدل الدين والوطن، وإذا كان الخيار إما “تويتر” وإما استقرار وطننا وأمنه وصلاح أخلاقنا وأفكارنا فلا بارك الله في “تويتر” ولا في من عرفنا عليه.. وعساني ما غردت!!. هذا ما كتبه صديقي رئيس تحرير صحيفة رصد نيوز الإلكترونية فهد الحارثي في مقالته والتي عنونها بـ "تويتر أبو المصائب".
ولا أخفيكم بأنني استمتعت كثيراً بقرآءتها ولكن إختلافي مع أستاذي هو من صميم التعلم والتعليم أيضاً. فقد طالب الأستاذ فهد في آخر مقاله بسد الباب الذي يأتي منه الريح، ولكن ليس بالحجب يا فهد، بل بالرد والتوضيح وتصحيح المفاهيم والأخطاء وتغيير الخطاب الديني وتنقيحه. فلو حجبنا تويتر فلن نستطيع حجب أنستقرام، وفيس بوك، وسناب شات، والكيك، والمنتديات… وغيرها الكثير والكثير. مع العلم بأن هناك برامج تكسر ذلك الحجب اللعين.
الأختلاف موجود في كل شيء وبما أن هناك اختلافات فكرية وعقائدية وثقافية داخل المجتمع الواحد، فإنه من غير الطبيعي النظر إلى هذا الاختلاف، على أنّه ظاهرة مَرَضية يجب القضاء عليها، لأن كل محاولة لإلغاء الآخر لن يكتب لها النجاح.
نحن نريد أن نوضح للجميع كيفية التعامل مع تلك البرامج والإستفادة منها وليس حجبها لأن الحجب يدفع إلى الإستمرارية في البحث لأسباب الحجب ومعرفة نوع المحجوب.
يجب علينا أن نفعل دور المساجد، والقنوات، والصحف، والمنزل، والمدرسة في التوعية المجتمعية التي لم أعرف إلا أسمها منذ بزوغ شمسي في هذه الدنيا.
صالح آل سحيم
@sale7-l