بعداسبوعين من كارثة سقوط رافعة على الحجاج في الحرم المكي الشريف راح ضحيتها اكثر من 100 من زوار بيت الله الحرام ، افقنا صباح هذا اليوم على اكبر كارثة في تاريخ الحج الحديث , كارثة راح ضحيتها اكثر من 700 حاج ، واكثر من الف جريح في مشعر منى .. نؤمن بالقضاء والقدر،ولكننا نؤمن ايضا بأن تكرار مثل هذه الكوارث، هو برهان اكيد على انعدام كفاءة تنظيم موسم الحج ، وان الأمور تسير فقط بالبركة كما نقول بالعامية ..! تحميل الحجاج مسؤولية هذه الكارثة من خلال اتهامهم بالجهل، او عدم الانضباط، من قبل بعض المطبلين للجهات الرسمية ، واجهزتها الامنية والادارية، والمدافعين عن عجزها، وانعدام كفاءة المسؤولين فيها “اهانة”، لا تقل خطورة عن الكارثة نفسها ,فمثل هذه الاعذار والتبريرات هي التي جعلت مثيلاتها تتكرر كل بضعة اعوام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير، ووفاة آلاف الحجاج الابرياء .. مواسم الحج تحولت الى هاجس ومصدر قلق وخوف للحجاج وذويهم بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودة هؤلاء او بعضهم سالمين الى بلدانهم بعد اداء فريضتهم ..! لقد وقعت نفس المأساة ولقي اكثر من 400 حاجا حتفهم نتيجة التدافع اثناء رمي الجمرات قبل عدة سنوات ، وقيل بعدها انه تم حل هذه المشكلة من خلال اقامة جسور متعددة الطوابق ، مما يعني ان المشكلة ليست في وجود الجسور من عدمها، وانما في سوء الادارة، وغياب التخطيط والتنفيذ .. الدولة قالت انها حشدت اكثر من ثلاثين الف جندي، وعشرات الآلاف، من رجال الدفاع المدني لتأمين موسم الحج من اي اعمال ارهابية ، لنفاجأ بان ضحايا اليوم سقطوا من جراء عمل ارهابي اكثر خطورة، وهو سوء الادارة والتنظيم والاهمال .. بعض التبريرات التي جائت على لسان الكثير من الناس ، تقول بعدم امتلاك الأجهزة المعنية الخبرة اللازمة في “ادارة الحشود” في ظل تدفق اكثر من مليوني حاج على المشاعرفي وقت قصير ! انها “حالة انكار” غير مسبوقة، وتبريرات غير مقبولة، وغير مقنعة في الوقت نفسه ،فاذا كانت الدولة وبعد كل هذه السنوات من الخبرات المتراكمة من الاشراف على مواسم الحج، لا تملك خبرة كافية في ادارة الحشود، فمن يمتلكها اذن ؟ واذا كان الحال كذلك فلماذا لا تقوم الدولة بإستقدام الخبراء في هذا المجال , وهي التي تملك جيشا منهم في مختلف المجالات الاخرى، علاوة على ان هؤلاء الحجاج وزوار الاماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على خزينة البلاد يقدر ب8.5 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية .. في العالم بأسره هناك مهرجانات وأحتفالات يفوق مرتادوها اعداد الحجيج يدخلون في وقت محدد، ويغادرون في وقت محدد، ولا تحدث مثل هذه الكوارث .. فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء الذين يشرفون على تنظيم هذه الأحداث الكبرى في موسم الحج ؟ الجواب هو الاهمال، واللامبالاة، وغياب الادارة المتمكنة ، وانعدام المحاسبة، والتحقيقات الشفافة، ودفن هذه المآسي في كل مرة تحدث، لان المسؤولين عنها في غالب الاحيان هم من لا تصح محاسبتهم !! نترحم على كل الضحايا، ونحسبهم شهداء عند الخالق جل وعلى، ولكننا لا يمكن، ولا يجب، كمواطنين في هذا البلد الكريم الذي عرف بخدمته لهذه البقاع على مر الزمان , لا يجب ، ان نصفح او نتساهل مع الذين يتحملون مسؤولية هذه الكوارث مهما علا موقعهم، ونطالب بتحقيق جدي وعلمي وشفاف، لمعرفة كل الحقائق، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة المروعة كما وعد بذلك المسؤولين، لقد طفح الكيل ، وحان الوقت ان تتوقف هذه الكوارث كليا، وان يتحول موسم الحج ومشاعره الى مكان آمن ..
- “الصادق” يعتذر عن الاستمرار في منصب مدير المنتخب الوطني
- احذر ألاعيبها.. “الأمن العام”: لا تشارك بياناتك مع “جهات الفوركس غير المرخص”
- رئيس مركز الفوارة ورئيس البلدية يدشنان بوابة مدينة الفوارة العصرية
- المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تأثيرات الجوانب النفسية والأخلاقية والدينية والثقافية على المرضى
- وزير الاستثمار: الناتج المحلي للمملكة ارتفع بنسبة 50% منذ إطلاق رؤية 2030
- لا تحرموهم منه.. دراسة تكشف تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
- عدم الالتزام بوقت العلاج.. “أخطر 4 أشياء تقوم بها عند مرضك” تكشفها “سعود الطبية”
- المرور السعودي: استقبال طلبات إنشاء 9 مدارس لتعليم القيادة مستمر حتى 13 ديسمبر
- “الغذاء والدواء”: منتجات “شبيه الحليب” آمنة ولا تشكّل أيَّ خطورة
- “الضمان الصحي”: الوثيقة الأساسية تغطي تكاليف جراحة السمنة بهذه الحالة
- انتبهوا.. هذه الفيتامينات تحفّز نمو الأورام وانتشارها
- هيئة تطوير منطقة مكة تطلق أعمال المسوحات الميدانية لمحافظات المنطقة
- طقس الإثنين.. توقعات بهطول أمطار رعدية تودي إلى جريان السيول على عدة مناطق
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
المقالات > كارثة الحج ..
كارثة الحج ..
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2967963/