إلى كل من يهتم بإستقبال الحاج
? إلى أهالي مكة والمدينة الكرام
?إلى مراكز الأحياء بمكة والمدينة
?إلى الفرق التطوعية بمكة والمدينة .
الحمد لله الذي فرض الحج على عباده إلى بيته الحرام ، ورتب على ذلك جزيل الأجر ووافر الإنعام ، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير الأنام ، وعلى آله وصحبه الكرام ، وبعد :
فهناك جملة من الأخطاء التي نقع فيها وللأسف ، أردت التنبيه عليها ؛ نشراً للدين ، ولهدي سيد المرسلين ـ عليه أفضل الصلاة والتسليم ـ
وإرشاداً لإخواني من أهالي مكة والمدينة ؛ وقد ذكرتها على سبيل الإجمال والاختصار ، وهي مبسوطة في كتب العلماء الأخيار ؛ وإليكم الأخطاء :
ينهمك العديد من أهالي مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنهم من يمثل مراكز الأحياء والفرق التطوعية بالمدينتين المقدستين .
بالاستعداد لاستقبال الحجاج القادمين إلى الحرمين الشريفين ﻷداء فريضة الحج ، والسﻻم على الرسول الكريم وصاحبيه .
ومن هذه الاستعدادات الملاحظة إعداد الزينة في زواية بالطرقات وإدخال البرامج الترفيهية للحاج من مجسات وألعاب مسلية وأي تسلية التى تسليه عن سبب قدومه للمقدسات .
وقد أخذت في الآونة الأخيرة تتطور مع ظهور التقليد والمنافسة في أشكال وأنواع هذه الزينة وتلك البرامج، لتتحول الى أشكال من السرف والمباهاة .
ولم تَعُدْ تقتصر على الزينة بأغصان من الشجر وسعف النخيل، وأعلام ورايات وعبارات ترحيبٍ ببساطةٍ كانت تُعََدّ .
بل لحق بما يُعدّ للحجيج احتفاءً بقدومهم ، ما يحدث من بدع في المآتم والأفراح - إلا من رحم .
ومنهم من أعدّ العدة لما يسمّونه بزفـــّـــة الحجاج - كزفاف العروس -
وما يصحبه من صخب وطبول ... الخ ،
وعلى الرغم مما للزينة من بهجة يُستقبل بها الحجيج ، إلا أن كثيراً منها يحمل في طياته طابع الإسراف والتبذير ، والتنافس على دنيا ، والمبالغـــة في الدعاية والإعلان ، ويخشى على أصحابها من الرياء .
وهذا مما لا يليق بمؤمن يتّبع كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم ...
وقد ثبت في السنَّة النبوية احتفاء الصحابة بقدوم المسافر ، سواء كان سفر حج ، أو عمرة ، أو تجارة ، أو غير ذلك .
ولكن لم يفعله الصحب الكرام – رضوان الله عليهم أجمعين - على هذا النحو من السرف .
والأصل عدم التكليف .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - قَالَ : ( لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ – أي : في فتحها - اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَحَمَلَ وَاحِداً بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَه ُ) رواه البخاري .
وقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - : ( أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَحَمَلَنَا وَتَرَكَك َ) . رواه البخاري .
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِنَا . قَالَ : فَتُلُقِّيَ بِي وَبِالْحَسَنِ أَوْ بِالْحُسَيْنِ . قَالَ : فَحَمَلَ أَحَدَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ) . رواه مسلم .
وأما الاحتفاء والاحتفال بالقادم للحج ، وصُنْعُ الطعام له : فهو مستحبّ ،
قال النووي – رحمه الله - : يستحب النقيعة، وهي طعام يُعمل لقدوم المسافر ، ويطلق على ما يَعمله المسافر القادم ، وعلى ما يعمله غيرُه له، .
ومما يستدل به لها : حديث جابر - رضي الله عنه - ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة من سفره نحر جزوراً أو بقرة ً) رواه البخاري .
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -
السائل يقول :
كل سنة تقريبا ً، يعملون ولائم يسمّونها " ذبيحة للحجاج " أو " فرحة بالحجاج " أو " سلامة الحجاج ".
وقد تكون هذه اللحوم من لحوم الأضاحي ، أو لحوم ذبائح جديدة ، ويصاحبها نوع من التبذير ، فما رأي فضيلتكم من الناحية الشرعية ، ومن الناحية الاجتماعية ؟ .
الشيخ اجاب بقوله :
[ هذا لا بأس به، لا بأس بإكرام الحجاج عند قدومهم ؛ لأن هذا يدل على الاحتفاء بهم، ويشجعهم أيضاً على الحج .
لكن التبذير الذي أشرت إليه والإسراف ، هو الذي يُنهى عنه ؛ لأن الإسراف منهي عنه ، سواء بهذه المناسبة ، أو غيرها، قال الله - تبارك وتعالى - : { وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين َ} .
وقال - تعالى - : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِين ِ} [سورة الإسراء
لكن إذا كانت وليمة مناسبة، على قدر الحاضرين، أو تزيد قليلاً : فهذا لا بأس به من الناحية الشرعية ، انتهى
ومن خلال هذه الأدلة وتلك الأقوال نجد ثبوت وجود ضابط مهم خصوصاً في عصرنا الذي يندر فيه أن تجد مصلحة دون أن تزاحمها مفسدة , نظراً لغلبة الهوى وامتناع كثير من الناس عن الاستضاءة بنور الوحي, فيجد المسلم نفسه في مواقف كثيرة محرجا ً, تتجاذبه جهتان متناقضتان: جهة الدين الذي يحرم عليه كذا وجهة الدنيا التي تقعسه عن هذا الواجب .
بل إن التزاحم بين المصالح والمفاسد قد يكون داخل الجهة الواحدة بأن تتزاحم مصلحة دينية مع مفسدة دينية - أو مصلحة دنيوية مع مفسدة دنيوية, إلا أن تزاحم ما هو دنيوي مع ما هو أخروي هو الذي يقلق الناس المتدينين كثيراً لخوفهم من ارتكاب المحظور الشرعي , لذا فإن امتلاك موازين الترجيح في المواقف التي يتزاحم فيها الصلاح بالفساد أمر مهم بالنسبة للمسلم , وإلا بقي دائماً محتاراً لا يدري ماذا يقدم وماذا يؤخر .
هذا ما يسّر الله تعالى لي جمعه ، فإن كان صواباً فمن الله ، وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان ، والله ورسوله منه بريئان .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلَّم .
سعد حامد القرشي
رئيس مركز حي الفيحاء
التعليقات 2
2 pings
ابو احمد
23/09/2015 في 12:20 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا أستاذ سعد على غيرتك على الدين .هذه بداية أن ترك الموضوع دون توجيه فيحصل في هذا المشعر العظيم وقدسيته من الطامات ما الله به عليم
(0)
(0)
ابو احمد
23/09/2015 في 12:30 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير أستاذ سعد على غيرتك على الدين فوالله لو ترك هذا الموضوع دون توجيه فسيحصل في هذا المشعر العظيم وقدسيته ما ا به عليم. عند كسر حاجز التعظيم لهذا المشعر سيتجرأ الناس ويعملون من الطامات الشيئ الكثير
(0)
(0)