تحلّ اليوم الذكرى الثالثة لتحرير مديريات بيحان (عين، عسيلان، بيحان) بمحافظة شبوة من قبضة ميليشيا الحوثي الإرهابية، في واحدة من أبرز المحطات الوطنية الجنوبية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية، ممثلة بألوية العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة، بإسناد مباشر من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية
يأتي هذا اليوم ليعيد للأذهان البطولات والتضحيات التي قدمها أبطال الجنوب بمساندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في معركة تحرير بيحان، التي استمرت لعشرة أيام فقط، بدءًا من عملية “إعصار الجنوب” في 1 يناير 2022م، وصولًا إلى إعلان التحرير الكامل في 10 يناير 2022م. تلك المعركة كانت علامة فارقة في مسيرة استعادة دولة الجنوب، وأبرزت أهمية شبوة استراتيجيًا واقتصاديًا، كإحدى المحافظات المحورية في الخارطة الجنوبية.
تحرير بيحان.. انتصار جنوبي مستحق
مثّلت عملية تحرير بيحان واحدة من أعظم المعارك العسكرية في تاريخ الجنوب الحديث، حيث استطاعت القوات الجنوبية كسر شوكة ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، التي جعلت من بيحان قاعدة عسكرية وهددت أمن واستقرار شبوة والجنوب عامة. التوجيهات الحثيثة من القائد اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا الانتصار الكبير.
دور القيادة والشعب
إلى جانب الدور العسكري البارز، كانت الوحدة الشعبية والالتفاف القبلي حول القوات الجنوبية عنصرًا حاسمًا في إنجاح عملية التحرير. أبناء قبائل شبوة شكلوا خط دفاع شعبي ودعمًا لوجستيًا ساهم بشكل كبير في تسريع دحر ميليشيا الحوثي الإرهابية من بيحان .
كما أظهر محافظ شبوة، الشيخ عوض الوزير العولقي، قيادة استثنائية خلال تلك المرحلة، حيث أعلن في يوم التحرير عن نجاح العملية بشكل كامل، مشيدًا بتضحيات أبطال القوات الجنوبية وأبناء المحافظة.
أهمية استراتيجية واقتصادية
تحرير مديريات بيحان لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمن والاستقرار في شبوة والجنوب عامة. المنطقة تُعد واحدة من أغنى المناطق بالثروات النفطية والغازية، وتحريرها أعاد تأكيد أهمية السيطرة الجنوبية على مواردها، بما يخدم معركة البناء والتنمية التي تلت التحرير.
رسائل الذكرى الثالثة
تحمل الذكرى الثالثة لتحرير بيحان رسائل عديدة، أبرزها تجديد الدعوة لتوحيد الصفوف الجنوبية للحفاظ على مكتسبات التحرير، وتعزيز الجهود نحو استكمال معركة استعادة الدولة. كما تبرز الذكرى أهمية التضحيات التي قدمها أبطال القوات المسلحة الجنوبية، التي أصبحت مصدر إلهام للأجيال الجنوبية في مواصلة النضال من أجل السيادة والحرية.
وفي الاخير يُعتبر يوم تحرير بيحان علامة مضيئة في تاريخ الجنوب، ومناسبة لاستحضار معاني الصمود والإرادة، وتجديد العهد على مواصلة مسيرة الكفاح لاستعادة دولة الجنوب، وتحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.