كانت الأمور تسير على يرام في مباراة ديربي جزيرة جاوة الإندونيسية، مساء السبت، قبل أن تنقلب إلى مأساة حقيقية راح ضحيتها 174 قتيلا و180 جريحا وفقا لأحدث الإحصاءات صباح الأحد، في واحدة من بين أكثر الحوادث دموية في تاريخ كرة القدم.
وكانت المباراة تجمع فريقي “بيرسيبايا سورابايا” و”أريما أف سي”، على أرض ملعب كانجوروهان في مدينة مالانغ في جزيرة جاوة الشرقية بإندونيسيا، علما بأن الملعب معقل الفريق الخاسر.
وانتهت المبارة بخسارة “أريما أف سي” 3-2، وهذه أول مرة منذ أكثر من 20 عاما يخسر فيها الفريق أمام غريمه التقليدي، وفق “فرانس برس”.
بداية المأساة
وبعيد انتهاء المباراة، اقتحم مشجعو الفريق الخاسر أرض الملعب تعبيرا عن غضبهم من النتيجة، واندلعت مشاجرات على الفور.
وتحركت السلطات الأمنية سريعا، فأطلقت قنابل غاز واستخدمت الهراوات لتفريق المقتحمين، مما تسبب في التدافع وحالات اختناق، بحسب ما أفادت شرطة جاوة الشرقية، حيث وقعت المأساة.
وحاولت الشرطة في البداية، مثلما تقول، إقناع الجماهير بالعودة إلى المدرجات، لكنها أخفقت، فلجأت العنف خاصة بعد مقتل اثنين من عناصرها.
ووقعت أحداث شغب وعنف في مباريات سابقة بالبلد الآسيوي في ظل التنافس القوي بين بعض الأندية، لكن هذه الحادثة هي الأكبر دموية في تاريخ الرياضة بالبلاد.
وأوضح قائد شرطة مقاطعة جاوة الشرقية نيكو أفينتا للصحفيين: “تحولت الأمور إلى فوضى، بدأ المشجعون في مهاجمة الضباط وألحقوا أضرارا بسيارات”، مضيفا أن التدافع حدث عند فرار الجماهير إلى بوابة للخروج.
وبحسب تقارير محلية، فإن البعض اختنق، فيما داس مشجعون على آخرين مما أدى إلى مصرع 34 شخصا في الملعب فورا، فيما توفي الآخرون في المستشفيات.
حصيلة القتلى
ارتفعت حصيلة القتلى سريعا من 34 إلى 100 قتيل، ثم إلى 127 وإلى 129، قبل أن يستقر الرقم عند 174 في أحدث الأرقام.
قال مدير أحد المستشفيات في المنطقة إن بعض الجرحى أصيبوا بجروح في الرأس، ومن بين الوفيات طفل عمره 5 سنوات.
أظهرت لقطات عشرات الجثث ممددة على الأرض في إحدى المستشفيات، فيما رصدت أخرى المصابين في قسم بحيث لم تكف الأسرّة لهم فافترشوا الأرض.
لم تتوقف أعمال الشغب على داخل المستطيل الأخضر، إذ أظهرت لقطات في صبيحة اليوم الثاني للمأساة احتراق سيارات ومركبات بينها مركبات تابعة للشرطة الإندونيسية خارج الملعب.
يحدد الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” في قواعده للسلامة أنه لا يجب استخدام الأسلحة أو “الغاز للسيطرة على الحشود” من عناصر الأمن أو الشرطة.
أكثر من سعة الملاعب
قال وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ عبر “إنستغرام” إن مدرجات الاستاد امتلأت بأكثر من سعتها.
أشار إلى طرح 42 ألف تذكرة للبيع رغم أن الاستاد يسع 38 ألف شخص فقط.
وزير الرياضة الإندونيسي، زين الدين أمالي، قال إن هناك تفكيرا في منع الجماهير من حضور المباريات بعد هذه المأساة.
أمر رئاسي بالتحقيق
أمر رئيس إندونيسيا، جوكو ويدودو، رابطة الدوري الممتاز لكرة القدم، الأحد، بوقف المباريات لحين اكتمال التحقيق في وفاة 129 مشجعا.
طالب الرئيس الإندونيسي السلطات بإعادة تقييم التأمين بمباريات كرة القدم وبأن تكون هذه “آخر كارثة تتعلق بكرة القدم في الوطن”.
وكانت رابطة الدوري في وقت سابق عن توقف المسابقة لمدة أسبوع بعد الكارثة في استاد كانجوروهان بينما قال الاتحاد الإندونيسي للعبة إنه سيبدأ تحقيقا في الأحداث.
اعتذار حكومي
وفي السياق، عبرت الحكومة الإندونيسية عن اعتذارها عما حصل واعدة بالتحقيق في ملابسات الواقعة.
وفي تصريحات لقناة “كومباس”، قال وزير الشباب والرياضة الإندونيسي زين الدين أمالي “نحن آسفون لهذه الحادثة.. إنها حادثة مؤسفة تضر بكرة القدم لدينا.