اقترحت الحكومة الباكستانية أن يعمل المجتمع الدولي على وضع خارطة طريق تؤدي بالنهاية إلى الاعتراف الدبلوماسي بحركة «طالبان» في أفغانستان، مع تقديم حوافز في حال التزمت الحركة بكافة متطلبات خارطة الطريق، ثم الجلوس والحديث مباشرة مع قيادات الحركة.
ولخص وزير الخارجية الباكستاني، محمود القرشي، في حوار مع وكالة «أسوشيتد برس»، اليوم الخميس، تفاصيل مقترح حكومته، وقال: «إذا التزم قادة الحركة بتلك التوقعات، سيسهلون الأمر على أنفسهم، وسيحصلون على المصداقية، وهو عامل مهم للاعتراف بهم».
وتابع، في حوار على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة: «في الوقت نفسه، على المجتمع الدولي الاعتراف بالواقع: ما هو البديل، وما هي الخيارات المتاحة. هذا هو الواقع، ويمكنهم الإعراض عنه».
لكنه عاد وأكد أن موقف باكستان متسق تمامًا مع موقف المجتمع الدولي، الراغب في تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، والقضاء على أي عناصر إرهابية أو تشكيلات مسلحة، وأن تضمن «طالبان» عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة.
وقال: «لكن كل ما نقوله، هو أن نتبع نهج أكثر واقعية. نحاول سبيل مبتكر للتواصل معهم. فالطريقة التي نتعامل بها لم تنجح».
وأوضح القرشي أن التوقعات الدولية من قيادة «طالبان» يمكن أن تشمل تشكيل حكومة ممثلة لكافة أطياف الشعب، مع ضمان احترام حقوق الإنسان، لا سيما حقوق المرأة والفتيات.
وفي المقابل، يمكن تحفيز الحكومة الأفغانية بتقديم مساعدات مالية واقتصادية ومشروعات إعادة البناء، للمساهمة في التعافي من سنوات الحرب الطويلة.
كما طالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي بضرورة فك تجميد أصول الحكومة الأفغانية المالية، حتى يتسنى استخدامه لإعادة الحياة إلى طبيعتها في البلاد. وتعهد في الوقت نفسه بأن تلعب بلاده باكستان دورًا بناءً وإيجابياً في فتح قنوات اتصال مع «طالبان».
وتتشارك باكستان حدود طويلة مع أفغانستان، وتاريخ قديم مع حكومتها، شابه بعض الاختلاف في فترات. وتملك حكومة إسلام آباد مصالح كبيرة في أفغانستان، ولهذا تريد ضمان أن لا تمثل أي حكومة مقبلة في جارتها، مهما كان شكلها، خطرًا على البلاد.
وفي هذا الصدد، أكد القرشي أن الأمر يتطلب نهج تعاوني، وقال: «يتعين أن يكون هناك تقييمًا واقعيًّا على الجانبين، وهذا سيمهد الأرض للاعتراف الدولي بالنهاية.. الأخبار الجيدة هي أن طالبان مستعدة للإنصات للجيران والمجتمع الدولي».
وتوجه القرشي بخطابه إلى قادة «طالبان»، وقال إن عليهم اتخاذ قرارات سريعة في غضون الأسابيع المقبلة لضمان قبولهم من المجتمع الدولي. وأضاف: «ما يمكن للمجتمع الدولي فعله، في نظري، هو الجلوس والعمل على وضع خارطة طريق. وفي حال وفوا بتلك التوقعات، يمكن للمجتمع الدولي مساعدتهم في إنقاذ الاقتصاد وتقديم المساعدات الإنسانية وغيرها».