في حين تتحدث الكثير من الدراسات والأبحاث عن آثار فيروس كورونا المستجد على جسم الإنسان لا سيما الجهاز التنفسي، وهو الهدف الأول للفيروس الغامض، إلا أن دراسة حديثة زفت خبراً ساراً لمرضى كوفيد 19، مما يبعث الأمل في أن المرضى لن يعيشوا مع أعراض منهكة لسنوات متتالية.
فقد كشف بحث جديد في النمسا تم تقديمه في الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي الدولي، أمس الاثنين، أن الرئتين يمكنهما إصلاح نفسيهما في غضون ثلاثة أشهر فقط بعد إصابتهما بالفيروس المستجد.
وأن مرضى كورونا الذين يعانون من تلف طويل الأمد في الرئة والقلب، قد تتحسن حالتهم بعد مرور الوقت.
كما قال الأطباء إن التجارب كشفت أن ما يقرب من نصف المرضى لم يظهروا أي دليل على تلف الرئة في الأسبوع الـ 12.
وعلى الرغم من تأكيدهم أن هناك مخاوف طويلة الأمد من أن مرضى كوفيد 19 يمكن أن يعانوا من آثار خطيرة بعد أسابيع من التعافي من الفيروس، إلا أن نتائج هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر أن الرئتين تميلان إلى الشفاء بمرور الوقت.
هذا ودرس باحثون في منطقة تيرولين، النمساوية، حالة 86 مريضا نقلوا إلى المستشفيات بين 29 أبريل و9 يونيو، وتمت متابعتهم بعد 6 و12 و24 أسبوعًا من خروجهم.
وفي وقت زيارتهم الأولى، عانى أكثر من نصف المرضى من عارض واحد مستمر على الأقل، وهو ضيق التنفس والسعال في الغالب، ولا تزال الأشعة المقطعية تُظهر تلفا في الرئة لدى 88% من المرضى، لكن بحلول موعد زيارتهم التالية، بعد 12 أسبوعًا من الخروج من المستشفى، تحسنت الأعراض وانخفض تلف الرئتين إلى 56%.
وأظهر ما مجموعه 56 مريضًا 65% أعراضًا مستمرة في وقت زيارتهم، بعد ستة أسابيع.
وكان ضيق التنفس أكثر الأعراض شيوعًا 40 مريضًا 47%، يليه السعال 13 مريضًا، 15%، وبحلول الزيارة خلال 12 أسبوعًا، تحسن ضيق التنفس الذي عانى منه 31 مريضًا 39%، ولكن 13 مريضًا 15% ظلوا يسعلون، وفي هذه المرحلة، من السابق لأوانه الحصول على نتائج من التقييمات في الأسبوع الـ 24.
من جانبها، قالت الدكتورة سابينا ساهانيك، التي عملت على الدراسة في عيادة الجامعة في إنسبروك: “الخبر السيئ هو أن الناس يظهرون ضعفًا في الرئة من Covid-19 بعد أسابيع من الخروج؛ والخبر السار هو أن الضعف يميل إلى التحسن بمرور الوقت، وهو ما يقترح أن الرئتين لديهما آلية لإصلاح نفسيهما”.
وأضافت “لحسن الحظ، في مجموعة إنسبروك، لم نلاحظ أي خلل وظيفي في القلب مرتبط بفيروس كورونا في مرحلة ما بعد الحادة.. والضعف الانبساطي الذي لاحظناه أيضا يميل إلى التحسن بمرور الوقت”.
كما أظهرت فحوصات التصوير المقطعي المحوسب أن النتيجة التي تحدد شدة الضرر العام للرئة انخفضت من 8 نقاط في 6 أسابيع إلى 4 نقاط في 12 أسبوعًا.
هذا وكان متوسط عمر المرضى 61 عامًا، 65% منهم من الذكور. ما يقرب من نصفهم من المدخنين السابقين، وأكثر من ستة من كل 10 يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتم إدخال واحد من كل 5 إلى وحدة العناية المركزة، وتم وضع نفس النسبة تقريبًا على جهاز التنفس الصناعي.