تعد المملكة العربية السعودية من أكثر الدول استهلاكا للأغذية في الشرق الأوسط حيث يتجاوز حجم السوق الغذائية 150 مليار سنويا بحسب ما ذكره الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء لوسائل إعلامية , هذا الازدهار الذي شهدته سوق الأغذية كان للمطاعم منه نصيب ليس ببسيط في ظل وجود عوامل منها تطبيقات التوصيل التي سهلت وصول الطلبات بين المستهلك و المطعم , ما أدى لانتشار ظاهرة سوء التغذية بين فئات كثيرة من المجتمع ,
ويبقى السؤال الأهم في ظل تفشي جائحة كورونا هل تستطيع الأسر أن تستغني عن المأكولات المعدة في المطاعم بغذاء صحي معد في المنزل؟
سؤال ستختلف إجابته حتما قبل انتشار فايروس كورونا أو كما يعرف علميا بـ كوفيد 19 وبعد انتشاره ورغم مرارة ما أوقعه في العالم إلا أنه في ذات الوقت ساهم في خلق شيء من الانضباط الاستهلاكي داخل الأسرة السعودية وتحديدا على مستوى الوجبات السريعة و التي تتراوح قيمتها بين 12 ريالا و70 ريالا للوجبة الواحدة رغم معرفة أضرارها والتحذير منها.
أشارت نتائج استفتاء أجري عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن 8% من الأسر مازالت تعتمد على الطلبات الخارجية في الغذاء بينما أعلن 68% ابتعادهم عنها احترازا من انتقال عدوى الفيروس المستجد وساهم حظر التجول وإقفال المحال بابتعاد 24% عن الوجبات الجاهزة وهذا ما أكده لأضواء الوطن السيد حسن أحد موظفي خدمة العملاء لأحد المطاعم حيث أقر انخفاض طلبات الأسر في هذه الأيام عن السابق.
أما الشاب مشعل ذو الستة عشر ربيعا و أحد رواد المطاعم المعدة للوجبات السريعة تحدث “لأضواء الوطن” عن نمطه الغذائي قبل انتشار كورونا وبالرغم من معاناته الدائمة من آلام المعدة إلا أنه لم يستطع الانقطاع عن تناول الوجبات السريعة فهي المفضلة لديه ولدى أصدقاءه إضافة لعدم وجود بدائل صحية في مناطق الترفيه وعن الأوضاع الحالية أكد أنها كانت سببا في البقاء في المنزل والاعتماد على ما يعد من وجبات مؤكدا وأنه قد يغير سلوكه متى ما تغير المجتمع حوله.
السيدة أسماء الريس ربة منزل ذات تجربة مميزة مع أبناءها وأحفادها ..تحدثت “لأضواء الوطن” عن تجربتها الفريدة التي تزامنت مع انتشار كورونا وسبقت حظر التجول بأسبوعين فبعد ملاحظتها ازدياد معدل طلب أبناءها للطعام من الخارج شعرت بالإنزعاج فهي تدرك مخاطر المواد الحافظة في الوجبات السريعة , بدأت السيدة أسماء في إعداد الوجبات بأشكال مغرية للأطفال وبوضع بعض الهدايا كتلك المرفقة مع الوجبات السريعة , ثم أخذت في محاورة الأطفال والأبناء والوقوف على الفروقات في طعم وشكل الوجبة المعدة و اختفاء الأمراض المصاحبة كالنزلات العوية وآلام المعدة مما عزز من الوعي الذاتي لديهم , وأضافت أن النتائج كانت مذهلة حيث بدت النظارة على محيا أبناءها و تخلصوا من فرط الحركة موصية النساء باستغلال هذه الفترة في تحسين نمط الأبناء الغذائي
ويبقى أن الوعي هو قائد المرحلة في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العالم فالأوضاع الصحية والنفسية مهيئة للبدء في نظام غذائي صحي في ظل اهتمام القيادة الحكيمة ورعايتها للمواطن وتوفير سبل الراحة مقارنة بما يحدث في دول العالم.