أضواء الوطن - عبدالمجيد العوفي :  

يقول الدكتور يوسف النمراوي استشاري الأمراض الباطنية بمستشفى الحمادي بالرياض ، أن من حكمة الله سبحانه وتعالى أنه أعطانا الفرصة لاكتشاف نقص الفيتامين، وذلك من خلال الأعراض التي تظهر على الإنسان ، وتعرف بأعراض نقص الفيتامين ويؤدي نقص الفيتامين لدرجة كبيرة تؤدي إلى أمراض خطيرة وقد يؤدي إلى الموت من شدة نقصه في بعض الأحيان ، لذا كان من الضروري الإصغاء إلى ما يقوله جسدك عن طريق الأعراض التي تحسها، من تعب وخمول وقصور في وظائف بعض الأجهزة، وغيرها، ومن ثم الرجوع لهذا الدليل ولطبيبك لتعويض النقص في الغذاء عندك .
وتنقسم الفيتامينات إلى مجموعتين:
– مجموعة فيتامينات ذائبة في الدهون:
وهيA,D,E,K لا يتم الاستفادة منها إلا في وجود الدهون لذا دائماً ننصح من يريد إتباع رجيم إنقاص الوزن أن لا يكون غذائه خالي من الدهون حتى يتم الاستفادة من هذه المجموعة من الفيتامينات وتمييز مجموعة الفيتامينات الذائبة بالدهون أنها تختزن بالجسم فليس من الضروري وجودها يومياً في الغذاء لوجود مخزون منها بالجسم كما أن أعراض نقصها لا تظهر بسرعة ولكنها تأخذ وقتاً.
– مجموعة فيتامينات ذائبة في الماء وهي B complex ، C:
تتميز بأنها تذوب في الماء ويتم تخزين القليل منها بالجسم كما أن أعراض نقصها تظهر بسرعة ويجب أن يحصل عليه الفرد يومياً من خلال غذائه ، ولأنها ذائبة في الماء فأنها تنتقل إلى الدم مباشرة بعد تناولها والزائد منها ينزل في البول لذا فانه ليس هناك خطورة من زيادة المتناول منها.
* ما هو نقص فيتامين (د) ؟
نقص فيتامين (د) يعني أنه ليس هناك ما يكفي من فيتامين (د) في الجسم، والفيتامينات هي مجموعة من المواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم للصحة الجيدة. فيتامين (د) مهم لتقوية العظام والعضلات ، كما قد تساعد على منع الأمراض الأخرى مثل: السرطان والسكري والسل وأمراض القلب.
ويعتبر نقص فيتامين (د) أمر شائع، ولا سيما لدى الأطفال والنساء الحوامل وأطفال الرضاعة الطبيعية، ولمن بقي في الداخل أو يغطي جلودهم. فمن المهم لعلاج ومنع القصور لضمان صحة جيدة، ونمو عظام قوية.
ولابد من مراجعة طبيبك إذا كنت تعتقد إنك في خطر لنقص فيتامين (د)، أو إذا كان لديك أعراض مثل آلام في العضلات أو العظام. نقص فيتامين (د) يمكن علاجه بسهولة، وينبغي على النساء الحوامل والمرضعات وأطفال الرضاعة الطبيعية، وغيرها من الأشخاص المعرضين لخطر نقص فيتامين (د) أن يأخذوا مكملات فيتامين(د).
* من هم المعرضين لنقص فيتامين (د)؟
فيتامين (د) يصنع في الجلد مع مساعدة من أشعة الشمس، وهذا هو المصدر الرئيسي لفيتامين (د) ويحتاج تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة (وليس من خلال نافذة) ، ويحتاج الأشخاص ذوي البشرة الداكنة إلى مزيد من أشعة الشمس للحصول على نفس الكمية من فيتامين (د).
* من أين نحصل على فيتامين (د) من غير الأشعة؟
فيتامين (د) يوجد في بعض الأطعمة: الكبد، وبعض أنواع الأسماك، السلامون وصفار البيض، وبعض الحبوب أو المارجرين تحتوي على فيتامين (د) المضافة.
* كيف تصنع أشعة الشمس فيتامين د؟
عند تعرض الجلد لأشعة الشمس تقوم الأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة والمسماة بالأشعة القصيرة (UVB) باختراق الجلد وتقوم بتحويل المادة الأولية إلى فيتامين (د) والذي يتم تنشيطه في الكبد أولاً ثم في الكليتين.
– أسباب نقص فيتامين (د) :
* عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس.
* استخدام واقية من الشمس، الذي يمنع ويحد من أشعة الشمس لإنتاج فيتامين (د).
* الأشخاص مثل كبار السن الذين يقضون وقتاً قليلا في الهواء الطلق.
* الناس الذين لأسباب ثقافية أو دينية يغطو أنفسهم تماماً ولا يترك سوى القليل من الجلد لأشعة الشمس.
* النباتيين أو vegans .
* الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي.
* الذين لديهم خلل في أداء الكلى أو الكبد التي تؤثر على الاستيعاب والإنتاج.
* الناس ذوي البشرة الداكنة، يحتاجون إلى أشعة الشمس فترة أطول لأن قتامة الجلد الناتجة عن ارتفاع محتوى الميلانين تعمل حاجز لأشعة الشمس .
* الأشخاص المقيمين في البلدان التي لا تتلقى أشعة الشمس .
* الرضاعة الطبيعية: حليب الأم يحتوي على فيتامين (د) 25 وحدة دولية لذلك من الأفضل إعطاء 400 وحدة يومياً للأطفال الذين يرضعون من الأم فقط .
* الأم الحامل : يجب أن تأخذ فيتامين (د) حيث الجنين يأخذ كالسيوم من الأم، ولذلك الأم ستعاني( ألم العظم) من نقص الكالسيوم وهي بحاجة إلى فيتامين (د). 200 : 600 وحدة دولية يومياً .
* الأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي ، وأنواع أخرى من أمراض الكبد التي تعيق امتصاص الفيتامين.
* الأشخاص الذين يعانون من السمنة الحادة. فيتامين (د) يؤخذ من الدم بواسطة الخلايا الدهنية وعند زيادة هذه الخلايا يتم نقص فيتامين (د) بالدم وخاصة عندما يزيد معدل الوزن 30/كم/م2 فما فوق .
•أخذ أدوية معينة : carbamezepine ، الفينيتوين ، primidone أو مهدئات تعمل على نقص فيتامين (د) .
•الأشخاص ذوي البشرة السمراء أو من أصل آسيوي، والمسنين، والذين لديهم تاريخ عائلي من نقص فيتامين(د).
* لماذا يحتاج الناس لفيتامين (د)؟
– من وظائف فيتامين (د) الرئيسية هي الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم في المعدل العادي لبناء العظم وهو يقوم بذلك بتحفيز الأمعاء لامتصاص المزيد من الكالسيوم من الغذاء الذي نتناوله، فإذا لم تتناول ما يكفي من الكالسيوم يقوم فيتامين (د) بسحب الكالسيوم من العظام ويحتفظ الجسم بالكالسيوم في الدم في المستوى العادي وذلك لأن الكالسيوم مهم جداً في جعل المخ والرئتين والعضلات والقلب تؤدي وظائفها.
* ما الأضرار التي يمكن أن يسببها نقص فيتامين (د)؟
– نقص فيتامين (د) يصيب الأطفال بالكساح وقصر القامة وتقوس الساقين أو الصكك والتواء الرجلين إلى الداخل بحيث تتقارب الركبتين وتشوه بالجمجمة .
* ماذا بشأن كبار السن ؟
– يتم فقد العظام كلما تقدم السن والنساء يفقدن أكثر من الرجال لأن سن اليأس يسرع بفقد العظام. ويفقد الرجال حوالي 1% من كتلة عظامهم كل عام بعد بلوغهم سن 55 أو 60 إذا كنت تشكو من نقص فيتامين (د) فأنت لا تحصل على ما يكفي من الكالسيوم لمقابلة احتياجات الجسم وهذا يظهر بشكل حقيقي مدى ما تستهلكه من الكالسيوم، وبالتالي يقوم الجسم بسحب الكالسيوم من العظام ولذلك يسرع نقص فيتامين (د) من فقد العظام ويزيد من خطر التعرض للكسور في سن مبكرة.
* وهل يقود هذا إلى ترقق العظام ؟
– نعم، لدينا أدلة جيدة من أمريكا وخاصة في أوروبا، عند فحص المرضى الذين ادخلوا إلى المستشفى بكسر في مفصل الفخذ فإن حوالي 30% إلى 40% منهم بسبب نقص فيتامين (د).
كما يتسبب نقص فيتامين (د) في لين العظام أو كساح البالغين ولين العظام مرض خفي ويمكن أن يسبب آلام شديدة وحفر في العظام ، لقد رأينا هذا في حوالي 1% إلي 2% من الأشخاص يترددون على عيادة صحة العظام أو عيادة الغدد وعند البدء في علاجهم بفيتامين( د) يبدأ الألم في الاختفاء التدريجي خلال عدة شهور.
* أعراض نقص فيتامين (د):
– نقص فيتامين (د) يمكن أن يؤدي إلى ضعف وهشاشة العظام، والتشنجات العضلية والوخز يسبب الكساح عند الأطفال، ولين العظام هي نتيجة لقرحة في العظام، وضعف العضلات وحتى الصمم. وهشاشة العظام في كبار السن يمكن أن تحدث عندما تخسر البروتين من العظام، والمشاكل البصرية، والأرق، والإسهال، وحساسية ملتهبة في الحلق كما يحدث في بعض الأحيان، حدوث الوفاة، الخرف، حساسية الصدر، عند الأطفال والسرطان ويمكن أن يكون سبب حدوث السكري، والتصلب اللويحي، وارتفاع الضغط .
* هل يمكن اختبار الدم لأجل فيتامين (د) ؟
– نعم، وخاصة البالغين فوق سن الخمسين وبما أن نقص فيتامين (د) خفي فلا مجال لمعرفته إلا بعمل قياس لما يسمي 25 -هايدروكسي فيتامين (د) وهو الشكل الذي يتم تكوينه في الكبد ولا يمكن قياس الشكل النشط 1,25 هايدروكسي فيتامين (د) لأنه يتم تنظيمه بشكل محكم بواسطة الجسم، وغالباَ ما يفحص الأطباء فيتامين (د) النشط عن طريق الخطأ
* كم يجب أن يكون ارتفاع مستوى فيتامين (د) ؟
– كثير من المعامل التجارية تقول بأن أقل مستوى للعادي هو من 10 إلى 15 نانوجرام في كل ملليتر ونحن نعتقد بأن أقل مستوى يجب أن يكون 30 إذا كنت فوق الخمسين ويجب أن يتم الفحص في منتصف الشتاء لأنه الوقت المناسب لاكتشاف نقص فيتامين (د) أما إذا كان هناك احتمال وجود النقص فمن الأفضل عمل الفحص في بداية الشتاء وبالتالي تستطيع معالجة أي نقص بتناول مواد مضافة من فيتامين (د).
* هل يجب على النساء قياس كثافة عظامهن ؟
– نعم، كل النساء فوق الخمسين يجب أن يخضعن لدراسة كثافة المعادن في عظامهن، قبل أن يدخلن في سن اليأس ثم عليهن عمل فحص آخر بعد سنتين فإذا كن يتناولن الأستروجين لمنع فقد العظام فإن قياس كثافة العظام تجعل من السهل عليهن مواصلة استعمال الأستروجين لأنهن سيشعرن بفوائده، أو أن يتناولن أدوية أخرى عن طريق الطبيب المختص لعلاج الهشاشة .
* الوقاية من نقص فيتامين (د) .
– بالنسبة للأطفال
* الرضاعة الطبيعية (حتى عمر 0-1 سنة) – 400 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً + مع التعرض للشمس.
* (الأعمار 1-18 ذ) – 400-1000 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً + مع التعرض للشمس .
– بالنسبة للكبار
* الشيخوخة (سن 50 ذ) ، والحوا مل أو المرضعات- 800-1000 وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً + مع التعرض لأشعة الشمس والحوامل ممكن 1500 – 2000 وحدة دولية ، أو – 50،000 وحدة دولية من فيتامين D3 شهريا + مع التعرض للشمس.
* تناذرات سوء الامتصاص — 50،000 وحدة دولية من فيتامين (3D كل أسبوع
*الأدوية التي تزيد من تنشيط استقلاب فيتامين (د) — 50،000 وحدة دولية من فيتامين 3D كل شهر .
– معالجة نقص فيتامين (د) .
* بالنسبة الأطفال
– الرضاعة الطبيعية دون مكملات فيتامين (د) (حتى عمر 0- 1 سنة) أو فيتامينD3 ، 1000-2000 وحدة دولية يومياً، مع مكملات الكالسيوم أو 50,000 وحدة من فيتامين 3D كل أسبوع حتى يصل المستوى ثم يعود لجرعة الحماية
– عدم كفاية التعرض للشمس أو البشرة الداكنة (الأعمار 1-18 سنة) – 50,000 وحدة دولية من فيتامين 3D كل أسبوع لمدة 8 أسابيع ثم يعود للجرعة المخصصة للوقاية.
* الكبار
– عدم كفاية التعرض للشمس، أو إذا كانت الشيخوخة ( فوق 50 سنة)، والحوامل أو المرضعات – 50،000 وحدة دولية من فيتامين 3D في الأسبوع لمدة 8 أسابيع ، ثم يعود إلى الجرعة المخصصة للوقاية.
– مرض الذين يعانوا من زيادة إفراز أو نشاط بجارات الدرق مع نقص فيتامين D ، ننصح بمعالجة نقص فيتامين D مع متابعة مستوى الكالسيوم بالدم .
وننصح كل المرضى الذين يأخذون فيتامين D بالمتابعة مع طبيبهم وعمل فحوصات حتى لا يصل المريض إلى زيادة بنسبة الكالسيوم بالدم .