رصدت “أضواء الوطن” من خلال جولاتها الميدانية في ربوع بلادي أبرز ملامح الطبيعة والحياة في محافظة رنية، بالإضافة إلى تاريخها الموغل في عبق التاريخ.
“وادي رنية”.. من أبرز معالمها الجغرافية والتاريخية ويعد الشريان الرئيسي لها لتغذيتها بوفرة المياه العذبة وبين رَنَار، ورنَن ماذا يعني اسم رنية يقال هي من رنا يرنو رنواً.. إذا أدام النظر ورنية هو اسم واديها الكبير والرنا “الشيء” الذي يرنى إليه من حسنه، سماه بالمصدر، قال جرير في معلقته الشهيرة وقد كان من شأن الغوي ظعائن رفعن الرَّنَا و العبقري المرقما قال بذلك في اللسان.
ويعود الاسم إلى «رنن»، ومنه الرنّة وهي الصيحة، ومنه الصوت الشجي، و منه الرَّنن: شيء يصيح في الماء أيام الصيف، و كذلك الماء القليل.
ومن ذلك نستطيع القول: إن محافظة رنية سميت كذلك لحسنها، أو لكثرة الرنة والحركة فيها، خاصة وأن واديها كان منذ القدم، مكان غيل دائم، يكتظ بغابات من نخيل وأشجار شتى.
الموقع وأهميته: تقع محافظة رنية في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة مكة المكرمة جنوب غرب العاصمة الرياض وشمال شرق المنطقة الجنوبية وشرقا من منطقة الباحة وتتبع المحافظة إداريا لإمارة منطقة مكة المكرمة، وتبعد حوالي 400 كلم جنوب شرق محافظة الطائف، وتقع على خط عرض 12 درجة و30 دقيقة شمالا وخط طول 42 درجة شرقا وتمتد أرضها من الجنوب إلى الغرب إلى الشمال الشرقي بمسافات طويلة، وذلك عبر إنحدار واديها المعروف «بوادي الغلباء » ووادي رنية هو من أبرز معالمها الجغرافية والتاريخية وهو يعتبر العمود الفقري الإقتصادي و التنموي لهذه المحافظة، وعلى ضفافة ومنعطفاتة تبرز التجمعات السكانية الجميلة والمزارع الخصبة والمثمرة وفي حوضه تقع المحافظة مركزاً رئيسياً لإمارة أهالي رنية من سبيع ومعهم من الدواسر والقبائل الأخرى، وهي مقر المحافظة وبها بعض الدوائر الحكومية، وأيضا بها أسواق كبيرة ومتنوعة يجمع البادية والحاضرة.
أهمية الموقع الجغرافي: تنبع أهمية الموقع الجغرافي لمحافظة رنية من كونها تتوسط أربع مناطق إدارية تشترك معها في الحدود ولهذا تتميز ببعد جغرافي مهم، حيث أنها ملتقى مع هذه المناطق من خلال طرق جبلية عديدة وطرق برية رملية وترابية بعضها معبد، كما أنها ترتبط بطرق معبدة مع كل من مدن الرياض، وادي الدواسر، الباحة، بيشة، الطائف، جدة، مكة المكرمة، والمدينة المنورة.
وتشترك مع سبع محافظات مجاورة لها بطول واديها الممتد عبر 360كم من الشمال الشرقي من سفوح الجبال الشرقية لجبال السراة حتى نهاية الأودية في الصحاري غربا.
المساحة والسكان: تبلغ مساحة محافظة رنية حوالي 62 ألف كيلومتر مربع وبها ما يقارب 88 ألف نسمة بواقع 7 قرى و6 مراكز أمنية وبها جميع الخدمات والدوائر الحكومية ويعمل أغلب هؤلاء السكان بمهنة التجارة والزراعة والرعي حيث وجود وادي رنية الذي به أرض خصبة ومياه وافرة مما يساعد في وجود وقيام الزراعة مختلفة المحاصيل مثل الحبوب والفواكه والنخيل والأعلاف، مما يشجع المزارعين على تربية المواشي وامتهان مهنة الرعي حيث إنهم يمتلكون أعداداً لا يستهان بها من الأبل والأغنام والماشية مما يكون ثروة حيوانية لا بأس بها في المحافظة الشيء الذي يوفر للمستهلك اللحوم والألبان ومشتقاتها وحرفة الرعي هذه يشترك فيها مواطنو هذه المحافظة مع مناطق الرياض وعسير والباحة ولهذا الوادي أهمية أخرى في حياة السكان فهو يمثل الشريان لحياة السكان لأنه المصدر الأساسي لمياه الشرب للمواطنين والحيوانات ولإستعمالات أخرى في المنازل والصناعة ويعمل بقية السكان بالتجارة والأعمال الحرة والوظائف في الدوائر الحكومية ثم القطاعات العسكرية وأخيراً يعمل القليلون في وظائف القطاع الخاص.
التضاريس والثروة المعدنية: ذكر بعض الجيولوجيين أن محافظة رنية تقع في منطقة الدرع الغربي الجنوبي الذي تكون معظم صخور جباله من الصخور النارية البازلتية البركانية المشهورة بمعادنها المتنوعة، وقد لعبت عوامل التعرية في مياه وهواء ورياح ورطوبة في الهواء ومياه سطحية كالوديان والسيول والمياه الجوفية ومياه البحر متضافرة مع أشعة الشمس وجاذبية الأرض والكائنات الحية والطاقة المنبعثة من جراء التفاعلات الكيميائية دوراً مهما في تشكيل تضاريس هذه المحافظة والروعة والجمال و السحر الأخاذ.