أوصى المؤتمر العربي الثالث لغدد وسكري الأطفال والمؤتمر الرابع لمثقفي مرضى السكري، واللذان تنظمهما الجمعية السعودية لطب الأطفال، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة، تحت رعاية محافظ محافظة جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، في ختام جلساته هذا اليوم بالتركيز على الفحص المبكر لمرضى السكري النوعين الأول والثاني.
ودعى المؤتمرون افراد المجتمع الى ضرورة متابعة فحص سكر الحمل للتعرف على مدى تأثيره على الأجنة، وذلك للوقاية من اصابة الطفل بمرض السكري بعد الولادة، كما حذروا في توصياتهم من استفحال أمراض السكر بسبب السمنة المفرطة لدى الأطفال التي تتسبب فيها السلوكيات الغذائية الخاطئة وخصوصاً المأكولات السريعة والمشروبات الغازية والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية.
كما أوصوا أيضاً بضرورة إيجاد أماكن مخصصة لممارسة الرياضة بمختلف الأحياء في المدن، لما للرياضة من دور كبير في الحد من الإصابة بالسمنة والسكري.
من جانب آخر انطلقت هذا اليوم الخميس الموافق 8/12/2016 م ورش العمل التدريبية الخاصة بالمؤتمر الرابع لمثقفين مرض السكري، بحضور عدد كبير من مثقفين ومثقفات مرض السكري، حاضر فيها عدد من الأطباء والاستشاريين المختصين في مختلف مجالات غدد وسكري الأطفال، والتثقيف الصحي لمرضى السكري وفي مقدمتهم البروفسور جان لابيل رئيس المجلس العلمي في الجمعية الأوروبية لسكري وغدد الأطفال والبروفسور عبد الله الحربش استشاري الغدد ورئيس مجموعة الحبيب الطبية والبروفسور البريطاني خالد حسين الذي ناقش موضوع” انخفاض سكري الدم لدى الأطفال”، بالإضافة إلى الأستاذة إيمان العقل، والأستاذ عبد الحكيم النهدي، والدكتورة نجاة التوم، والأستاذة غادة مكي والأستاذة مها غراب.
وكان البروفسور فرانشيسكو لارير قد ترأس الجلسة العلمية الأولى الخاصة بمؤتمر ” أسبيد ” والتي تحدث خلالها مجموعة من الاستشاريين قدموا من خلالها عدة محاضرات من أهمها دور السمنة لدى الأطفال بالإصابة بمرض السكري، وكذلك أهمية المخيمات الصيفية للأطفال المرضى بالسكري وتبادل المعلومات والتجارب اليومية الخاصة بالأطفال في التعامل مع مرضى السكري.
إلى ذلك، تضمنت أعمال المؤتمر ورقة بحثية مقدمة من استشارية الغدد الصماء للأطفال بمستشفى المدينة الطبية في دبي الدكتورة سارة احتشام، تناولت النمو السريع في السنوات الأخيرة للأدوية الحيوية المصنعة لعلاج أمراض الغدد الصم، مشيرة إلى عدم وجود تشابه بين الأدوية الحيوية والأدوية الجينية المستخدمة في العلاج.
كما قدم الدكتور سيف اليعربي، من جامعة السلطان قابوس، ورقة أخرى ناقشت تأثير نقص الكالسيوم وفيتامين (D) على عظام الأطفال والتسبب في كسور العظام، موضحاً أن هذه المشكلة كانت شائعة في إنجلترا وأمريكا في القرن ال١٩ الميلادي، وتوجد في الوقت الحالي بنسب كبيرة وعالية في منطقة الشرق الأوسط.
وقدمت الدكتورة نانسي البربري، من قسم سكري الأطفال بجامعة عين شمس، ورقة عمل حول عدد من المواضيع العلاجية المهمة لأمراض سكري الأطفال، ركزت فيها على كيفية نجاح مخيمات السكري للأطفال في العالم العربي، من خلال الرسالة الخاصة التي توجهها المخيمات للأطفال والمجتمع، وإسهام هذه المخيمات في تسهيل العادات والتقاليد المعتادة.
وتناولت الدكتورة البربري دور التجارب والخبرات لهذه المخيمات في الحفاظ على أمن وسلامة البيئة ودعم الأطفال من مرضى السكري، بمشاركة تجاربهم مع بعضهم البعض.
فيما قدم رئيس أقسام الغدد الصماء للأطفال والمراهقين بكلية طب جامعة الخرطوم البروفيسور محمد أحمد عبدالله، ورقة عمل عن “علاج فرط نشاط الغدد الدرقية لدى الأطفال” استعرض فيها إمكانية تأثير بعض الأمراض الشائعة في المجتمع على الأطفال، وتسببها في حدوث فرط نشاط الغدة الدرقية.
كما قدمت أستاذ طب الأطفال استشاري غدد الأطفال كلية الطب بجامعة عين شمس البروفيسورة رشا طريف، ورقة عمل بعنوان “الأطفال مع تأخر سن البلوغ.. ما هو التوقيت الأمثل لحدوث البلوغ وأحدث التوصيات الطبية التي تم التوصل إليها في هذا الجانب”.
من جانبه قدم استشاري عظام الأطفال أستاذ إكلينيكي لصحة الطفل بالمستشفى الملكي للأطفال في مانشستر البروفيسور زولف موجال، ثلاث أوراق عمل، الأولى بعنوان “منهجية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من هشاشة العظام وتكرر الكسور”، تتحدث عن أكثر حالات الكسور لدى الأطفال شيوعاً، والفئة العمرية التي تتعرض للكسور من الأولاد والبنات.
وطرح البروفيسور موجال في ورقته الثانية، منهجية التعامل مع حالات ارتفاع الكالسيوم في الدم لدى الأطفال، مؤكداً أن “أعراض ارتفاع الكالسيوم في الدم لدى الأطفال غالباً غير محددة، وتشتمل على نقص التغذية والقيئ، وغير ذلك من الأعراض”، فيما ناقش في الورقة الثالثة، العلاج الطبيعي لحالات الأطفال الذين يعانون من الأمراض الناشئة عن اضطرابات العظام.
وحول أعمال المؤتمر الرابع لمثقفي مرضى السكري، أوضحت رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر إيمان عبدالرحمن العقل، أن البرنامج العلمي اشتمل على العديد من المحاضرات التعليمية وورش العمل التدريبية، التي يقدمها نخبة متميزة من الأطباء والاستشاريين.
وذكرت العقل، أن البرنامج تضمن محاضرة بعنوان “السكري وباء عالمي” للبروفيسور عبدالله الحربش، ومحاضرة بعنوان “مبادئ التعليم والتثقيف للسكري” للمحاضرة غادة مكي، ومحاضرة عن “الإدارة الذاتية لمرض السكري.. التثقيف والدعم” قدمتها المحاضرة تغريد فطاني.
وأشارت العقل إلى أن البروفيسور خالد حسين، من المملكة المتحدة، قدم محاضرة بعنوان “انخفاض الجلوكوز في الدم للأطفال المصابين بالسكري”، فيما ألقى رئيس الجمعية الأوروبية لغدد وسكري الأطفال البروفيسور جان لابيل، محاضرة عن “التكنولوجيا الحديثة وإدارة مرض السكري”.
ولفتت إلى أن البرنامج العلمي تضمن أيضاً محاضرات أخرى، تحدث فيها المحاضرين والمحاضرات عن مواضيع مهمة تتعلق بمرض السكري وعلاجه، منها الاستفادة من التكنولوجيا لتقديم عناية أفضل لمرضى السكري، وأنواع العدوى الشائعة.
وبينت العقل أن البرنامج يتضمن أيضاً ثلاث جلسات علمية وورشة عمل تعليمية للمتدربين، برئاسة رئيس اللجان المنظمة الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم، لتعليمهم على الاستخدام العملي لمضخات الإنسولين، والتحكم في إعطاء الانسولين للمرضى، واستمرار مراقبة الجلوكوز.
وأضافت: “يختتم البرنامج بورشة عمل لتدريب المشاركين، بهدف اكسابهم الخبرة العملية في جميع الأعمال اليومية التي يزاولها المثقف الصحي تجاه مرضى السكري، سواءً في المستشفى والمركز الصحي، أو خلال الزيارات المنزلية للمرضى”.