صندوق البريد والحديقة الخلفية
من قراءة الأحداث الجارية في شرقنا الأوسط الثائر،لفت انتباهي مؤخرا صندوق البريد الإيراني والذي يتمثل بزعيمه الحوثي عندما دخل صنعاء وبات يفاوض بيد واليد الأخرى يبسط نفوذه بها،ومما لايدع مجالاً للشك أن السقوط السلس والهادي لصنعاء بيد الحوثيين ما هو إلا نتيجة للخطط الخمسينية الإيرانية والتي عانت من نفوذ السعودية في الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم،وباتت تعتمد وتؤمن بمنطق القوة ومفاعلاتها النووية خير شاهد،والدعوة إلى التشيع عبر بذلها للغالي والرخيص من أجل تأسيس جذورها عن طرق أتباعها في شتى أنحاء العالم ،وفي الشرق الأوسط بالذات والعمل على الإحاطة بالجزيرة العربية من كافة المنافذ البرية والبحرية ،لأنها تؤمن ويدرك الجميع بأن من يتحكم ببسط نفوذه على مثل تلك المنافذ الحساسة سيتحكم في عصب الحياة لهذه الشعوب وهو اقتصادها مهما كلف الثمن،ومن ثم يبدأ بسياسة العصاء والجزرة كما حدث في اليمن مؤخراً،ولعل شغف ملالي طهران بسورية وتشبثه بزعيم نظامها،وخوفه من سقوطه جعله يرمي كل أوراقه في يمن العزة والعروبة ،في مجد وتاريخ أمتنا المتناحرة ، فجمعة النصر الأخيرة في صنعاء والإبتهاج بالسيطرة على معظم المقرات العسكرية والدوائر الحكومية،ماهو إلا مقبلات فقط للهدف الأهم والمتمثل في الحديقة الخلفية للملكة العربية السعودية وهي الحدود الجنوبية والتي تمتد لالاَف الكيلو مترات ،فعندما تزرع بذور الفتنة والقتل في هذه المنطقة ،عن طريق حوثييها الذين غل الجيش السعودي أيديهم سابقاً،سيتبجحون بشعاراتهم المعتادة دائما كما دخلوا صنعاء الموت لإسرائيل والموت لأمريكا،لكن طريقهم عبر البوابة الخلفية للمملكة ،فهذه هي عقيدتهم المطلقة في بني أمية ،كيف لا وقد بزغ حزب شيطانهم الجديد عبد الملك الحوثي والذي عاث باليمن فساداً منذ دخوله صنعاء مؤخرا وفي عمران سابقاً فقد قام بإقفال جامعة التوحيد للشيخ الزنداني ،وغير أئمة المساجد وصعد على المنابر أذناب الرافضة ،والمثير للدهشة والغرابة أن هذا الحزب ليس له برنامجاً سياسياً،ولا أهداف واضحة بل إيمانه كاملاً بمنطق القوة مطلقاً،والأكثر من ذلك أن هذا الحزب لم يدرج على قوائم لائحة الإرهاب الدولية ،بل إن الصمت الدولي تجاه ما حدث في اليمن بات سيد الموقف.ومما يهول الأمر رعباً ما تحدث عنه بعض المحللين من أن هذا الحزب يملك قرابة المليون مسلح والمدرب على حرب العاصابات ،وهذا إن صح ذلك سيخلق الكثير من الفتن.
من هذا المنطلق لن أتحدث عن الصفقات بين هذا الحزب والرئيس السابق علي عبدالله صالح ،كما أشيع مؤخراً،من أجل الإنتقام لسقوطه سابقاً،وأن الميليشيات التابعة له والمهمة في الجيش اليمني سهلت دخول الحوثيين لصنعاء وسط ذهول الجميع والشعب بالذات الذي لا يزال في مرحلة الصدمة،وقد عانى الأمرين من التشتت والتشرذم والقاعدة،لكن ما يهمني هو أخذ الحيطة والحذر من هذا المد الفارسي ومراقبة الأحداث عن كثب،وعدم الإنخداع لأساليبهم التخديرية والتي يدعون فيها بالإصلاح،لكنني على يقين من أن حكومتنا الرشيدة بقيادة الملك عبدالله حفظه الله،تعي تماماً ما يجري وما عواقب ذلك مستقبلا،لكن الكيس من دان نفسه.حفظ الله أمن بلادنا وعروبتنا ،وكفانا الله شر الطامعين والمتنطعين.
[COLOR=#3100FF]الكاتب:عبدالله محمد
صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية
ايميل:aljzerh2009@hotmail.com
تويتر:aljzerh2009@ الحر الابي
[/COLOR]