أصحاء لكن في نفس الوقت أعلاء أبتليوا بأشنع الإعاقات لا السمعية ،ولا الحركية ولا البصرية ولا العقلية أيضا ليست إعاقة حسية على الإطلاق وياليتها كانت كذلك .
إنما ابتليوا بأعاقة سوء الأخلاق عافانا الله وإياكم منها هذه الإعاقة . ليست ظاهرة للعيان ،وإنما جوارح و أفعال أصاحبها هي من تترجمها للواقع . فعندما يصافحك رجل بكل برودة لايكاد يرفع يده لك وكأنها مشلولة وإذا رفعها يلامسك ملامسة الخائف من العدوى وكأن بك مرض "ما " وعندما تترك مكانك يجلس به آخر ،وعند عودتك لايتزحزح ولايعتذر حتى . وعند طلبك للماء يتلقفه ذاك الشخص ويشرب قبلك ، وعندما ترد السلام يتجاهلك ذاك المغرور المتكبر .....فمن هذه المواقف يتضح لنا أصحاب الإعاقة المذمومة (سوء الأخلاق)
هذه الفئة ليست محسوبة على مجتمع معين ، لكن تكثر نسبتهم في المجتمعات الغنية الثرية ،وتقل في المجتمعات الوسطية الفقيرة . أرتبطت هذه الإعاقة بشكل كبير على مدى العصور باأمور ثانوية أبرزها : ضعف الوازع الديني الذي يضع صاحبه في مكانة المتعالي على الناس ،وكذلك الرفاهية والبذخ سسبب آخر صاحبها يرى نفسه لايحتاج بني جلدته بتا البتا . فمن هنا يجني المجتمع سلبيات هذه الفئة فكثير من المشاكل هو نتاج ظاهرة سوء الخلق ، فالإنسان إذا ماكان حسين الخلق جردت منه جميع الخصال والصفات التي أكرمنا بها المولى عزى وجل . وجعل جوهرة الحياة في التعامل حسن الخلق ، ونحن مسلمون لنا منهاج ولنا كتاب ولنا مراجع، لنا أمور نحتكم إليها ونرجع إليها، الكتاب والسنة، وإذا تأملت كتاب الله سبحانه وتعالى لوجدته يذكر هذا الجانب بجﻼء، الحث على الخلق الحسن ويعدد أنماط اﻷخﻼق الحسنة، التي ينبغي على المسلم أن يتخلق بها، فأنت تجد في كتاب الله مثﻼً: وَﻻ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَﻻ تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ ﻻ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ *
فسوء الخلق منكر يجب إنكاره من خلال المؤسسات الدينية ،وغيرها والحث على التحلي بحسن الخلق لكي نبني جيل وسط مجتمع متماسك متراحم .
[COLOR=#FF003E]عبدالله العمراني [/COLOR]