صديقي..
كنت ولأسباب يمكن تسميتها «لقافة» في أحايين كثيرة أتصادم مع قائدي السيارات الذين يسرقون حقوق (ذوي الاحتياجات الخاصة)، فيأخذون مواقفهم في الأسواق والمستشفيات، وكنت أنتظر هبوط قائد السيارة لمعرفة هل هو صاحب الحق أم سارق، قبل أن أهاجم ضميره بقسوة إن لم يكن صاحب حق.
وعادة ما يفشل هجومي ولا يكترث قائد السيارة، فألعب على تخويفه قائلا: «عموما أخذت رقم سيارتك، لتتم مخالفتك»، وكالعادة أيضا تفشل هذه الحيلة، لأن سارق حقوق (ذوي الاحتياجات الخاصة) يقول لي: «أعلا ما في خيلك اركبه».
ومع هذا ورغم الفشل لم أتخل عن (اللقافة)، حتى حين صدمني موظف في المطار وأوقف سيارته بموقف (ذوي الاحتياجات الخاصة)؛ لاعتقادي أن الأمر مرتبط بأزمة وعي، وأننا نحتاج لوقت قبل أن تصبح ثقافة احترام (ذوي الاحتياجات الخاصة) عادة نمارسها دون تفكير، فنترك هذه المواقف لأصحابها. إلى أن تم إحباطي تماما قبل أسابيع في (مدينة الملك فهد الطبية بالرياض) صباحا، حين أوقف رجل سيارته وسط الطريق، وهبط ليبعد الحاجز عن موقف (ذوي الاحتياجات الخاصة)، ثم أوقف سيارته.
دار بيننا حوار سريع ومقتضب حول سرقة الموقف، فجاء رده واضحا وصارما: «أنا مسؤول بالمستشفى»، ولست أدري هل يعني هذا أن واضع القانون من حقه انتهاكه؟
منذ ذاك اليوم قررت أن أكف عن (اللقافة)، ليس خوفا من أن أوقف سيارة مرور لأخبرهم أن هناك من سرق حق (إنسان ضعيف)، فيقال لي: «والله أنك فاضي» فقط، بل لأني أكتشفت أن الأزمة لا دخل لها بالوعي بل بالإنسانية.
ومع هذا دعني أسألك: إلى أين نمضي إن كان القوي لا يحمي الضعيف؟
أرجوك لا تجب بسؤال «هي وقفت على هذه؟»، فهذا السؤال تحديدا يصيبني بالإحباط، لأنه محاولة للهروب أو «تتفيه» للقضية، نطرحه دائما مع كل قضية لنتجاهلها، فتضاف لباقي القضايا التي تم تتفيهها حتى لا تحل.
[COLOR=#FF0036]
الكاتب : صالح الطريقي [/COLOR]