كنا جلوساً في مجلس أحد المجالس ذات مره، ودار الحديث بيننا والحديثُ ذو شُجُون، فقال أحد الحاضرين أن لديه سائقاً خاصاً وهذا السائق الأجنبي يحترمهُ أكثر من احترام أبنائه له..!
وزاد عجبي حينما قال:
أنه لولا الحياء لأتخذته ابناً لي.. !
وقال آخر ممازحاً أن لديه أن لديه أربع بنات كلهن تزوجن وتركنهُ الا "الخادمة" لازات صامدةً تخدمه وتخدم زوجتهُ ولاتبالي..!
وكل ماسبق من الحديث يُعبر عن الوجه المشرق والإيجابي، لوجود الأجانب داخل بيوتنا.
أما اذا تحدثنا عن الجانب السلبي فحدث ولاحرج، فهو الأكثر والأغلب فالخادمات أصبحن يُربين بعض أبناء وبنات المجتمع شئنا أم أبينا..!
ففي زمنٍ مضى لا تجد في بناتنا من تتعدى 16 عاماً الا وهي مُلمةٌ بجميع أنواع الطبخ " وعلى الأصول"
أما في ظل وجود "الأمهات الوهميات" أصبحنا نرى ونسمع عن من تتعدى العشرين من العمر ومن تتزوج وهي لا تعرف شئياً عن الطبخ،وليس لديها أدنى فكرة عن تنظيف البيت !
انك تستغرب أشد الإستغراب وأنت تسمعُ عن من يستقدم "خادمة" وزوجته غيرَ موظفه وبناته قد أصبحن أطول منهُ قامةً وبعد فترة تكون البنت المسكينة "ضحية الإهمال" قد اعتادت وجود الخادمة في المنزل،وتربت على الإتكالية،وعندما تتزوج تحل الطامة،ثم تعتقد بعد الزواج أن مسؤوليات البيت العادية " قهر وظلم ونكد..!"
وكل ذلك بسبب الغش المتعمد من الأب والأم وهما يتحملان وزر ذلك،قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ما مِن عَبْد يَسْتَرْعِيه الله رَعِيَّة يَمُوت يَوْم يَمُوت وَهُو غاش لِرَعِيَّتِه إِلَا حَرَم الله عَلَيْه الجَنَّة )
ويخرجُ من ذلك من أُجبر على استقدام "خادمة" لأن زوجتهُ موظفه، ولكن يجب عليه بعد ذلك أن يُربي أبناء وبناتهُ على عدم الاعتماد على الخدم.
ان الخدم والسائقين لن يُحسنوا تربية صغارنا فهم اما استغلوهم أو ربوهم على تصرفات وأخلاقيات سيئة أو عودهم على الإتكالية وعدم الاعتماد على النفس في الوقت الذي يغيب فيه الأبُ ليالي وأياماً عن المنزل ، وتنشغل الأم بزياراتٍ "دبلوماسية" لجيرانها وصديقاتها وأقاربها في أهمال واضح لتربية أبنائهم.
إن التربيةُ أمانةٌ في عُنق كلِ أبٍ وأم، ولايكفي أن نُربي أول اثنين أو ثلاثة من أبنائنا ونترك البقية بلا حسيبٍ ولا مربي والأسوأ من ذلك أن يُتركوا تحت رعاية أجانب يسكنون بيوت بعضنا ولايرقبون في أبنائنا إلّا ً ولا ذمه، وهم أتوا الى بلدنا فقط من أجل المال.. ولم يأتوا لسواد عيوننا!
لذلك فإن السائق الأجنبي ليس محل ثقة..فكما أتى إلى بلدنا من أجل المال فهو مستعد لبيع من يركب معه بأبخس الأثمان.
وخروجاً من التشاؤم ..
يوجد في مجتمعنا نماذج واعية ومشرفة وآباء حريصين على تربية أبنائهم، قال لي أحدهم ذات مره.. أنه وضع في بيته أنوعاً من الأجهزة الرياضية المختلفة، وأردفها بأنواع الألعاب الحركية والإلكترونية، حتى يبقى أبناؤه أمام ناظريه، وأضاف:
هذا خيرّ لهم من أن أُزعجهم بالاتصالات والأسئلة
وهذه خطوةّ رائعة يجب أن نكملها بالتربية بالحُب والتشجيع والاحترام،ونربي أبنائنا على الإعتماد على النفس ولا مانع من أن نتعبَ معهم ليتعبوا على راحتنا مستقبلاً.
وحتى لانجد أنفسنا قد بلغنا من الكبر عتياً وهرمنا وليس لنا ابن بار إلا ابن وهمي، وهو أجنبيٌ أتى من أطراف الأرض أجبرته الظروف ولم يأتي رغبةً منه..!!
[COLOR=#FF0064]ماجد الهديه[/COLOR]
(*) كاتب تربوي وفنان تشكيلي