وكأن زمن العبيد تحت إمرة أسيادها قد عاد ، العصر ليس بذاك العصر لكن هناك "شراذم " يحاولون إثبات ذواتهم المهزوزة من خلال نافذة انا السيد وانت "العبد " الأجير .
التحقير ،والتوبيخ ،وعدم الإهتمام. مفردات طبقت عمليا على كثيرٍ من العمالة الذين هم تحت قسوة وعنجهية كفلائهم . من أرذل الملابس يكسونهم ،ومن الأطعمة اللغير شهيه يطعمونهم . وكأنهم من غير الجنس البشري خلقوا !!!
تمارسُ في حقهم عدة نظريات خاطئة ودنيئة . وهي كالتالي :
إن أكرمت العامل قد يتمرد عليك فلابد أن تشح عليه في النفقة ،وإن سامرته بعض الوقت قد تسقط من عينه ،فلابد أن تبتعد عن مخالطته .
كم أنت مغفل أيها الكفيل ؟!!!!
كل هذه النظريات قد تعود عليك انت أيها الكفيل اوعلى محيطك المجتنعي بنتائج سلبية أكتسبها هذا العامل من خلال هذه النظريات الفاشلة . فكم من جريمة كان بطلها عامل على الهامش كان مركون . دفعه لذالك سوء التعامل من قبل كفيله ، فرد الصاع صاعين .
فلنتقي الله في أناس تركوا أوطانهم وهجروا أحبابهم في سبيل الحصول على لقمة عيش كريمة . فلنعمل من منطلق قوله : -صلى الله عليهم وسلم -
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)
لماذا نحتقر هذا العامل المحتاج ، فمن منا لم يسمع بقصة رويعي الغنم التي تناقلتها وسائل التواصل الأجتماعي . وإليكم قصة كان بطلها رويعي غنم آخر .
حل بهذا الرويعي وقت الغروب فشمر عن ساعديه ،وتوضأ ليصلي صلاة المغرب . فإذا بكفيله ينادي عليه لاتصلي.... الآن أولا أدخل الأغنام داخل الحظيرة . فرد عليه الرويعي وقت الصلاة دخل ولايمكن تأجيله . فغضب عليه كفيله وقال له إن لم تلبي أمري سأسفرك إلى بلادك .
فكبر الرويعي وصلى تاركا وراءه وثيقة خروجه يتفنن في صياغتها المنادي، فأختار رضى ربه عن رضى كفيله . وكانت هذه آخرليلة يعمل فيها مع من أنطبق عليه قوله تعالى (أرأيت الذي ينهى عبدا إذاصلى )
ياللعجب وكأن ديننا لم يأمر بالأحسان للأجير ، ومساواته معنا في المأكل والمشرب والملبس كل هذه القيم والمبادئ ضرب بها عرض الحائط .
[COLOR=#FF003E]عبدالله العمراني [/COLOR]