مع نهاية كل عام دراسي تحتفل جميع المدارس ولاسيّما الثانوية بتخريج طلابها وتقديم الهدايا التذكارية لهم؛ لتكتمل الفرحة لدى أبنائها بهذا التكريم والاحتفاء، إلا أن هذا التكريم وجد ما يعكر صفوه لدى طالبات الصف الثالث ثانوي في إحدى مدارس البنات بتبوك.
فبعد انتهاء فقرات الحفل التكريمي لطالباتها هذه المدرسة بمناسبة تخرجهن عمّت علامات الفرح والسرور وبدأ تقديم الهدايا للطالبات، وجاء دور الأمهات لتقديم الهدايا لبناتهن المتخرجات وسلمت لكل واحدةً منهن هدية التخرج لابنتها، غير أن هذا المشهد البهيح تزامن معه ما ينغصه، حيث كان هناك ثلاث طالبات يجلسن بإحدى الزوايا لوحدهن يسكبن الدموع دون أن يحس بهن أحد!.
وباقتراب إحدى الحاضرات من هؤلاء الطالبات اعتلت أصواتهن يجهش بالبكاء الذي سمعه كل من حضر الحفل لتتحول صالة الحفل من الفرح إلى الحزن الذي خيم عليهن عندما علمن أن أمهات تلك الطالبات اثنتين منفصلتين عن والدهما والثالثة قد انتقلت والدتها إلى رحمة الله تعالى، فما كان من الحاضرات إلا أن قمن بتقديم الهدايا لهن واحتضانهن لاحتوى الموقف.
ويعلم الجميع أنه يوجد بمدارسنا سواءً مدارس البنين أو البنات من فقد حنان أحد الوالدين أو من لا يستطيع إحضار الهدية لابنه أو ابنته؛ لعدم توفر قيمة الهدية، وهذا ما يجعل الاحتفالات تثير مشاعر كانت نائمة.
هذه الواقعة تجعلني ألقي همسة في أذن المسؤولين بالتعليم: أعلموا أنكم بمكان الوالدين في مثل هذه المناسبات فيجب منع الآباء والأمهات من إحضار الهدايا أثناء احتفالات التخرج من المدارس، والاكتفاء بما يقدم من المدرسة أو من إدارات التعليم؛ تقديرًا لمشاعر مثل هؤلاء الطلاب والطالبات.
ختامًا لكل من فقد أحد الوالدين أعلم أن هذا الأمر قد كتبه الله سبحانه وتعالى لك قبل أن تخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأن أمر المؤمن كله لهُ خير.
ربي لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين.
[COLOR=#FF005C]خليف الرشيدي [/COLOR]