كنت في إحدى الدورات حينما تحدثت لنا المدربة عن أهمية الرسم وذكرت لنا موقفها مع معلمة إبنتها حينما قالت : أنا معلمة مادة غير مهمه لا أحد يهتم بالسؤال عنها -تخبرها- ردت الأم : هذه أهم مادة بها سأتعرف على شخصية طفلتي وعن طريقها أستطيع معرفة حالتها النفسية وماتفكر به!
إذا كانت المعلمة تجهل أهمية مادتها ماهو حال طالباتها؟!
هناك خلل في التعليم فبعض المعلمين أنفسهم بحاجة ماسة لتعليم آخر و دورات مكثفة إن أردنا تطوير التعليم ومسايرة ركب الحضارة والتطور و هذا مالاحظته في آخر سنتين لي في المرحلة الثانوية ، أقسم أني لا أقصد أشخاص بعينهم لغرض إستنقاصهم بل أكتب بعد مواقف عشتها و أحداث رويت لي عن الكتاب ومعلّمه ، تذكرت نقاشاتنا مع أستاذة التاريخ عندما كنت في الصف الثاني ثانوي آلمني أن مُدرسة هذا الجيل معلوماتها مغلوطة ولا تلتزم بما وضع لنا في الكتاب كأنها تريد تسميم أفكارنا عندما بدأت الطعن في صحيح البخاري ولأن تاريخنا يتحدث عن فرق خالفت الإسلام كنت أناقشها كثيراً وأعترض على ماتقوله وهي تعاملني كطفلة تجهل ماتقول و أن كلامها أكبر مني بكثير وعليّ أن استمع لها فقط و لا أعارض فكرتها لأنها هي الصواب ورأيها يُقدّم على رأي أئمة أهل السنة ، واعترف اني خرجت عن أدب الحوار وقصدتُ إحراجها أمام الطالبات عندما عرضتُ عليها قول أحد الأئمة بدون أن اذكر إسمه وحينما ردته بإستخاف قلت هذا ليس بقولي بل قول الإمام فلان ، مثل هذه الأستاذة ، المعلمة ، المربية تسقط هيبتها في نفوسنا وتصغرُ في أعيننا وتشعرنا كم هي "متعالمة" ففي ثورة النقاشات وكثرة الإختلافات بات التعليم منبراً لفرض الآراء حتى و إن خالفت هذه الآراء مايوجد في المقرر الدراسي ، يجب أن يستشعر كل معلم ومربي أنه يؤثر في فكر طلابة لدرجة كبيره ومايطرحه في الصف يبقى في الذهن خصوصاً إن ذكر معلومة خارجية ومصيبة إن كانت هذه المعلومة خاطئة لمادة مهمة كالدين والتاريخ الإسلامي هنا ينحرف التعليم عن مساره ويوجه رسالة للطلاب : ان اخرجوا عن النص!
صديقتي تنزعج من شطحاتي حينما أشرح لها درس تغيبت عنه في مادة التوحيد أو التاريخ لم ألحظ أني تأثرت بخروج بعض معلماتي اثناء الشرح على مدى السنين فتخرج عن محتوى الكتاب وتنقل الدرس من وجهة نظرها الخاصة غير مبالية بمدى تأثير ذلك على طالباتها وليت "الخروج" أفادنا!
[COLOR=#FC04F4]الكاتبة : روان فهد [/COLOR]