داود صعد القضية
لا يخفى على الكثير من متابعي الأحداث الدامية في سوريا ومتابعي برنامج الثامنة مع داود الشريان،بأن ما كشفه عبر برنامجه في عدة حلقات تحدثت عن قصة ذهاب أبنائنا لتلك الديار المشتعلة باتت قضية تؤرق الآف الأسر والمجتمع الخليجي والسعودي بصفة خاصة ،فقد أدت الأزمة السورية في بدايتها إلى تعاطف الكثير من الناس الذين أذهلهم التصرف الأرعن للنظام السوري وفجع الكثيرين لفضاعة المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري الأعزل من قبل حكومته ورئيسه والمرتزقة اللبنانية والإيرانية،والدعم الروسي الذي يشاطره في كل وقت،فقد أدت هذه الأحداث إلى استغلال بعض الدعاة هداهم الله لحماس الشباب وزجهم في دوامة أزمة لا يعرف فيها الرابح من الخاسر ولا القائد من التابع ولا الجيش من العصابة ولا المرتزقة من أهل الأرض،فأصبحت داعش والنصرة والجيش الحر والعديد مما يسمى بالألوية الإسلامية على خط تماس وتناحر عجيب،فالكل يريد اقتسام الكعكة ويشحذ الهمم ويطلق الأهازيج والصيحات،ويعتبر نفسه القائد الفذ،لكن الدعاة إذا تدخلوا في شؤون الدولة أهلكوها من ناحية الدعوة إلى النفير للجهاد،من دون أذن ولي الأمر،فقد أثبتت تلك الحلقات التي عرضت في برنامج الثامنة لمغالطاتهم وتضارب فتاويهم على حسب الأحداث،بل وصل بهم الحال إلى الجهر باللعن لمن خالف رؤيتهم ووصفهم بالأوباش،من قبل دعاة طالما أفادوا الأمة بتفقيههم للناس،لكن سرعان ما حدث العكس.
فعندما اكتسبوا قاعدة شعبية وجماهيرية أعتقدوا أنهم سيعبثون بهذا الوطن ويصبحون هم الآمرين والناهين فيه،وذلك ما بث بالصوت والصورة لتلك الحلقات التي يبثونها وقد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك تورطهم فعلاً بدعوتهم للشباب للجهاد في الشام،وهم يسرحون ويمرحون ويتمتعون برغد العيش مع أبنائهم،ونسوا بأن هناك أمهات ثكلى بسببهم،بل وصل الحال بأحدهم لتقليد ابنه له بحركاته مستهجناً لفعله بكل عفوية،وتراكمت هذه الأحداث مما جعل داود الشريان يصعد تلك القضية ويحاول توصيلها للمحاكم.
حتى يكفوا عن فعلهم،ولا يتدخلوا في الشؤون الداخلية والخارجية للبلد،فقد احتضنتهم المملكة معلمين عاملين وباتوا فقهاء آمرين.
لا وألف لا للخروج عن طاعة ولي الأمر ...دمتم بحفظ الرحمن.
[COLOR=#0015FF]عبدالله محمد
[email]aljzerh2009@hotmail.com[/email]
صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية[/COLOR]