لقد حفلت كتب علمائنا وسلفنا الصالح بمجموعة عريضة من الآثار والأقوال والروايات ذات العلاقة بالكسب والتجارة ومجالات اقتصادية متنوعة.
وفيما يلي نعرض طرفاً من هذه الآثار.
قال لقمان الحكيم لابنه: يابني، استغن بالكسب الحلال عن الفقر، فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاثة خصال: رقة في دينه، وضعف عقله، وذهاب مروءته، وأعظم من هذه الثلاث استخفاف الناس به.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني!! فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إني أكره أن أرى الرجل فارغاً، في أمر دنياه ولا في أمر آخرته.
سئل إبراهيم النخعي رحمه الله عن التاجر الصدوق أهو أحب إليك أم المتفرغ للعبادة؟ قال: التاجر الصدوق أحب إلي، لأنه في جهاد، يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان ومن قبل الأخذ والعطاء فيجاهده.
قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ليس العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يقوت لك، ولكن ابدأ برغيفيك فاحرزهما، ثم تعبد.
قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ما تقول فيمن جلس في بيته أو مسجده، وقال: لا أعمل شيئاً حتى يأتيني رزقي؟ فقال أحمد: هذا رجل جهل العلم، أما سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي)) وقوله عليه الصلاة والسلام حين ذكر الطير، فقال: ((تغدو خماصاً وتروح بطاناً)) فذكر أنها تغدو في طلب الرزق، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم، والقدوة بهم.
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: ينادي مناد يوم القيامة: أين بغضاء الله في أرضه؟ فيقوم سؤال المساجد، وهم الذين يتكففون الناس في المساجد.
قال أبو الحسن البصري شيخ أبي طالب المكي: إنفاق درهم زيف أي مغشوش لا يتعامل بمثله أشد من سرقة مائة درهم.
قال قيس بن عاصم رحمه الله لبنيه حين حضرته الوفاة: يابني: عليكم بالمال، فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم.
وكان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول: اللهم إنك تعلم أني لم أجمع المال إلا لأصون به حسبي وديني.
[COLOR=#FF0026]
أ . د / زيد بن محمد الرماني [/COLOR]
ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : [email]zrommany3@gmail.com[/email]