أمر الله عز وجل بالعدل والإحسان، والعدل سبب النجاة، وهو يجري من التجارة مجرى رأس المال، والإحسان سبب الفوز ونيل السعادة وهو يجري من التجارة مجرى الريح، وفي تراثنا نماذج رائعة للعدل والإحسان والتسامح.
1- الإحسان الاقتصادي: ورد أن الحسن البصري رحمه الله باع بغلة له بأربعمائة درهم، فلما استوجب المال، قال له المشتري: اسمح يا أبا سعيد، قال: قد أسقطت عنك مائة درهم، قال له: فأحسن يا أبا سعيد فقال: قد وهبت لك مائة أخرى، فقبض من حقه مائتي درهم، فقيل له: يا أبا سعيد هذا نصف الثمن؟! فقال: هكذا يكون الإحسان وإلا فلا.
2- غناء اقتصادي: كان محمد بن مسلمة رضي الله عنه يغرس في أرضه، فقال له عمر رضي الله عنه: أصبت استغن عن الناس يكن أصوب لدينك وأكرم لك عليهم، كما قال صاحبكم أحيحة بن الجلاح:
فلا أزال على الزوراء أعمرها. إن الكريم على الإخوان ذو المال
3- الجزاء من جنس العمل: ورد أن رجلاً كانت له بقرة يحلبها ويخلط بلبنها الماء ويبيعه، فجاء سيل، فغرقت البقرة فقال بعض أولاده: إن تلك المياه المتفرقة التي صببناها في اللبن اجتمعت دفعة واحدة وأخذت البقرة.
4- نصح اقتصادي: ورد عن يونس بن عبيد رحمه الله أنه كان بالبصرة وله غلام بالسوس يجهز إليه السكر، فكتب إليه غلامه أن قصب السكر قد أصابته آفة في هذه السنة، فاشترى سكراً كثيراً، فلما جاء وقته ربح فيه ثلاثين ألفاً، فانصرف إلى منزله، فأفكر ليلته، وقال: ربحت ثلاثين ألفاً وخسرت نصح رجل من المسلمين! فلما أصبح غدا إلى بائع السكر، فدفع إليه ثلاثين ألفاً، وقال: بارك الله لك فيها.
فقال من أين صارت لي؟ فقال: إني كتمتك حقيقة الحال، وكان السكر قد غلا في ذلك الوقت، فقال: رحمك الله قد أعلمتني الآن، وقد طيبتها لك، قال: فرجع بها إلى منزله وتفكر وبات ساهراً، وقال: ما نصحته! فلعله استحيا مني فتركها لي. فبكر إليه من الغد وقال: عافاك الله! خذ مالك إليك فهو أطيب لقلبي، فأخذ منه ثلاثين ألفاً.
5- حرص اقتصادي: قال عبدالوهاب الوراق رحمه الله قال لي أحمد ابن حنبل رحمه الله: ما صنعتك؟ قلت: الوراقة، أي نسخ الكتاب.
قال: كسب طيب ولو كنت صانعاً بيدي لصنعت صنعتك. ثم قال لي: لا تكتب إلا مواسطة، واستبق الحواشي وظهور الأجزاء.
[COLOR=#FF0064]أ . د / زيد بن محمد الرماني[/COLOR]
ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : [email]zrommany3@gmail.com[/email]