تويتر هذه الأيام وخصوصاً بعد القرارات الملكية بخصوص الجماعات والتيارات تحول إلى ساحة حربٍ هوجاء لم تعد فيها مساحةً للتسامح والتصالح ، ولم تعد المُشتركات الوطنية والاجتماعية شفيعةً للتقارب أو على أقل تقدير إحترام الآخر المشارك للأرض ذاتها والسماء ، بل هي حرب زوالٍ وبقاء ... تقودها النُخب ووقودها السُذج والأتباع المُنقادين بلا تفكير ... هذه الحرب تحولت لمهرجان شتائم وبذاءة وتصيد للعثرات والهفوات وجر الماضي بكل مافيه من خيرٍ وشرٍ أدوات لهذه المعركة ، كلا الفريقان مستميتان في إسقاط الآخر وإزاحته من المشهد حتى لو كان السبيل إلى ذلك " السيف " و " السياف " ...
هذه الحرب المجنونة وللأسف أساء فيها المشاركين الإسلاميين أو من يدافعون عن الإسلام للإسلام بينما إبتعد أعضاء الطرف الآخر عن الإسلام وكشر عن وجهه الخبيث ونواياه السيئة ...
حربٌ مؤدلجة لم تعد للقيم والمبادئ التي كان ينادي بها الطرفان من سنوات عدة أي قيمة ومعنى ... فلا اليمين المتطرف إستطاع أن يمثل دينه الذي يزعم الدفاع عنه بكل مافي هذا الدين من أوامر بضبط النفس والكلمة الطيبة والنصيحة الهادئة الهادفة ومقارعة الحجة بالحجة وبكل مافيه من نواهي بعدم الإنجرار لمستنقع البذاءة والفحش والتهكم والسخرية... ولا طرف اليسار المتطرف ايضاً استطاع أن يترجم مبادئه وقيمه التي تشدق بها فترات طويلة من الحوار وحرية التعبير وحرية الإختيار والتفكير والعدالة والتنمية بل صادر ذلك كله من الآخر وجعله حكراً على فريقه واتباعهم فقط .
هذه الحرب كشفت لنا أن بعض النُخب تعاني إنفصاماً كبيراً مابين "المبادئ " و " السلوك " .
وكذلك كشفت لنا هذه الحرب حقيقة النُخب المؤدلجة التي تستمد قوتها من " هواءٍ " خارجي يهبُّ من إتجاهاتٍ عده ... " هواء " غير نقي وصحي في غالبه ... والضحية " وطن " يريدون أن يزداد كل يومٍ إنقساماً وتفككاً .
هنا سأصيح بهيئة كبار العلماء والعقلاء والمفكرين والأدباء الوسطيين المنضبطين أن يتصدوا لهذه الحرب حفاظاً على عقيدة وثقافة ولحمة هذا البلد الذي هو بحاجة ماسة وعاجلة لوقفةٍ صادقةٍ وحازمة للتعامل مع هذا الملف الشائك والخطير .
نسال الله أن يديم على مملكتنا نعمة الأمن والأستقرار في ظل رعاية قيادتنا الحكيمة .
[COLOR=#FF0026]فهد بن مناجا المطيري[/COLOR]
كاتب وناشط إجتماعي
مهد الذهب -27 / 6 / 1435 هـ