ورد عن أبي منصور الثعالبي في كتاب ((اللطائف والظرائف))، وعن الشيخ إبراهيم بن محمد البيهقي في كتاب ((المحاسن والمساوئ)) في شأن مدح الفقر:
كان يقال: شعار الصالحين الفقر، ويقال: الفقر لباس الأنبياء.
وفيه يقول البحتري:
فقر كفقر الأنبياء وغربة وصبابة ليس البلاء بواحد
وكان يقال: الفقر مخف والغنى مثقل.
ويقال: الفقر أخف ظهراً وأقل عدداً.
ومن أحسن ما قيل في مدح الفقر قول أبي العتاهية:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
وقال محمود الوراق:
ياعائب الفقر ألا تنـزجر عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله على الغنى لو صح منك النظر
أنك تدعو الله تبغي الغنى ولست تدعو الله أن تفتقر
وجاء في شأن ذم الفقر قول سعيد بن عبدالعزيز رحمه الله: ما ضرب العباد بسوط أوجع من الفقر.
ومن فصول ابن المعتز: لا أدري أيهما أمر، موت الغني أم حياة الفقر؟!.
وكان يقال: الفقر مجمع العيوب. ويقال: الفقر كنز البلاء. ويقال: الفقر هو الموت الأحمر.
قيل: لا فاقرة كالفقر، وفيه قيل: الفقر في الأذن وقر، وفي الكبد عقر، وفي القلب نقر، وفي الجوف بقر.
وأنشد بعضهم:
إذا قلَّ مال المرء قلَّ حياؤه وضاقت عليه أرضه وسماؤه
وأصبح لا يدري وإن كان حازماً أقدامه خير له أم وراؤه
وقال صالح بن عبدالقدوس:
بلوت أمور الناس سبعين حجة وجربت صرف الدهر في العسر واليسر
فلم أر بعد الدين خيراً من الغنى ولم أر بعد الكفر شراً من الفقر
وقيل لأعرابي: ما أشد الأشياء؟ قال: كبد جائعة تؤدي إلى أمعاء ضيّقة.
وقال أوس بن حارثة: خير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوع.
وقال عبد الأعلى القاضي: الفقير مرقته سلقة ورداؤه علقة، وسمكته شلقة.
وقيل: إنه إذا أيسر الفقير ابتلي به ثلاثة:
صديقه القديم يجفوه، وامرأته يتزوج عليها، وداره يهدمها ويبنيها.
وقال أحد الشعراء:
الموت خير للفتى من أن يعيش بغير مال
والموت خير للكريم من الضراعة للرجال
ونختم هذه القطوف بدعاء رسول الله الهدى المأثور عنه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة الفقراء)) صحيح مسلم
[COLOR=#FF0045]أ . د / زيد بن محمد الرماني[/COLOR]
ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : [email]zrommany3@gmail.com[/email]