كنت مع متخصص في العلاج الروحي ( الديني ) يعمل مع مرضى السرطان يقول : إن أسوأ حالة
تواجهنا علاجيا ونفسيا هي حالة سرطان الفم، ويشمل الأجزاء التي تكون بالفم ومنها الشفتين، اللثة، اللسان، الخدين من الداخل، وسقف الحلق ،وأغلبها بسبب التدخين ، حيث يواجه المريض آلام شديدة ويعجز عن الكلام والأكل والتنفس وحتى منظره يُصبح بشعا ورائحة فمه منتنة، وتنهار
نفسيته بدرجة كبيرة وهذا يؤثر على تجاوب المريض مع العلاج ، وبعضهم يحاول الانتحار أو
يرفض مقابلة أسرته وأطفاله خاصة ، غير شعوره بالندم والحسرة وهذه كله تؤثر في نفسيته ، وفي
الغالب إن هؤلاء المرضي يتم نقلهم للمرحلة التلطيفية وهي حالة ما قبل الموت وبعد استنفاذ كل
وسائل العلاج الممكنة ،حيث يتم تهيئة المريض لتقبّل حالته ونهايته بطرق نفسية عدة ومن خلال ما
يسمى العلاج الروحي يقوم به إخصائيون في العلاج الروحي وغيرهم في التخصصات الأخرى وهو
علاج ديني في المجمل.وأغلب من يُنقل لقسم الحالة التلطيفية لا يتعدى بقاءه على قيد الحياة أكثر من شهرين بعد مشيئة الله
ويقول أيضا : من الأشياء المؤلمة والصعبة هو التعامل مع أسرة المريض في المرحلة التلطيفية
وخاصة مع زوجته وأبناءه المراهقين وبالذات مع مرضى سرطان الفم واللسان وخاصة إذا كان
سببه التدخين حيث نجد معاناة في محاولة إقناعهم بدنو أجل المريض ، ناهيك عن الحزن والأسى
الذي يُطبق على حياتهم طوال فترة بقاء المريض حتى وفاته وهم يشاهدون مريضهم بهذا المنظر
وينتظر الموت .
وبالمناسبة إن تدخين السجائر يضاعف احتمالات الاصابة بسرطان جوف الفم 4 أضعاف مقارنة
بالأشخاص الذين لا يدخنون.
كما وجد إنه كلما زادت الكمية اليومية لاستهلاك التبغ وكلما زادت فترة استهلاك التبغ زادت
احتمالات الاصابة بسرطان جوف الفم.
لقد أثبتت الأبحاث إن الشخص الذي يدخن علبة سجائر واحدة في اليوم، معرض للإصابة بأكثر من
ضعفين بسرطان جوف الفم، من الشخص الذي يدخن نصف علبة؛ كما ان الاستهلاك المفرط
للكحول قد يزيد احتمالات الاصابة بعشرة اضعاف؛ فان المزج بين التدخين واستهلاك الكحول
يضاعف أكثر بكثير احتمالات الاصابة بسرطان جوف الفم.
وأهم الجهود التي تبذل من أجل الحد من هذا السرطان هو توعية الناس بأهمية الامتناع عن التدخين والكحول .
نسأل الله لنا ولهم العافية مما هم فيهم .
[COLOR=#FF002E]الكاتب : محمد العوين [/COLOR]
@alowinfahad