تكتظ مدننا كبيرها وصغيرها، بالمحلات التجارية، بمختلف أنواعها وأشكالها، وخاصة على جانبي الشوارع الرئيسة، كل شيء في هذه الشوارع موجود، ابتداء من محلات المواد الغذائية، والأواني المنزلية، وأدوات الكهرباء والسباكة، والسجاد، والمفروشات، ومحلات الخرداوات أو الكوكتيل التي تبيع كل شيء، هذا بخلاف المطاعم والبوفيهات. وبرغم ذلك لدينا عشق أو قل (هوس) لإقامة معارض الصناعات الوطنية في المدن، لا يعادله إلا حمى الشراء عند الكثيرين، وليتها كانت صناعات وطنية بالفعل، لتقبل الأمر وكان أهون، ولكن الغريب والعجيب، أن هذه المعارض لا تحمل شيئاً من اسمها تدل عليه على الإطلاق، فما يباع فيها هي منتجات صينية وتايوانية وغيرهما من الدول، ونحن بتلك المعارض نقدم لهذه الدول خدمة مجانية لتسويق بضائعهم، تحت اسم مخادع ومستعار هو الصناعات الوطنية، من الواجب على هذه الدول أن تشكرنا على هذه الخدمة. أما الباعة فغالبيتهم من العمالة الوافدة، وبرغم ذلك نكابر ونضحك على الناس وعلى أنفسنا ونقول صناعات وطنية. ثم لا يوجد شيء أصلاً يميز هذه المعارض عن بقية المحلات، ويجعلها تستحق الزيارة والمشاهدة، لا من حيث نوعية السلع وجودتها، ولا من حيث الأسعار، لكن الفكرة التي رسخت في أذهان بعضهم مع الأسف، أن الأسعار في معارض الصناعات، أرخص بكثير من المحلات الأخرى، وهذه كذبة وصدقناها، فالأسعار هي نفس الأسعار، إن لم يكن العكس، في المحلات أرخص بكثير من قيمتها في المعرض. ومن شدة حبنا لهذه المعارض أقحمناها أو أدخلناها في المهرجانات التي تعتبر المتنفس الوحيد للأطفال والعائلات. سأقرب لكم الصورة أو الفكرة أكثر، أخذت أطفالي إلى مهرجان تبوك في إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني التي بدأت في 5/9/1435 هـ الشيء البارز في هذا المهرجان هي صالة أو خيمة الصناعات الوطنية، التي زاحمت ألعاب الأطفال ولعبهم ومرحهم، واستحوذت على أكثر من ثلث أرض المهرجان. الشيء الوحيد الذي أعجبني وأعتقد أنه نال استحسان الجميع، ويستحق أن يطلق عليه صناعات وطنية بالفعل، ويستحق أن يشجع، ومن المفترض أن يكتفى به في مثل هذه المهرجانات هو ما شاهدته في خيمة الأسر المنتجة، دخلتها فوجدت جميع من يعمل فيها نساء سعوديات يبعن بعض الأكلات السعودية وبعض المنتجات والأعمال اليدوية الجميلة والتراثية.، للحصول على لقمة عيش كريمة. قابلت صدفة أحد المسؤولين عن المهرجان تكلمنا سوياً لدقائق وقلت له: أنا حضرت وجئت إلى هنا من أجل أطفالي فقط، ليقضوا وقتاً من اللعب والمرح، وليس من أجل أن أشتري لهم ملابس، أو أشتري لحافاً أو بطانية أو هدية لأم العيال، فشوارعنا وأسواقنا مليئة بالمحلات وبجميع الماركات وقد يكون سعرها أرخص من سعرها هنا في المعرض، ويكفينا ما نحن فيه من حمى الشراء حتى تزيدوها بمعرضكم، وهذه الأرض التي استقطعت للمعرض كان الأطفال والعائلات أولى بها، بدلاً من عرض الصناعات الصينية والتايوانية وغيرها. ضحك الرجل وقال: وربما كان يجاملني، معك حق، ولكن ما باليد حيلة.
[COLOR=#FF0026]عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
المقالات > تبوك ومعارض الصناعات الوطنية
الكاتب : عبدالله حسن أبو هاشم
إقرأ المزيد
تبوك ومعارض الصناعات الوطنية
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/7412/