كثيراً مانسمع عن بر الوالدين لكن هذا الكم الذي نسمعه قليل في حقهما وكل ما نقدمه قليل أيضا مقابل ما قدموه لنا والمروءة تحثنا على رد الجميل لأهله ، والوالدان هما أول صاحب فضل وجميل علينا ، وهما صاحبا أكبر جميل تجاهنا ، فما بالكم إذا اجتمع معها الأمر الرباني بالبر ، والتحذير النبوي من العقوق ، قال الله تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوابه شيئاً وبالوالدين إحسانا ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : " رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف " قيل : من يارسول الله ؟ قال :"من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة " رواه مسلم .
فيجب أن نستكثر شيئا قدمناه لوالدينا ، ولا نستقل تقصير اتجاههما .
وحقيقة البر ليس فيما نشتهي بل في تلمس حاجاتهما وتقديمها بطيب نفس منا قبل أن يطلبوا ها منا .
وبمتدبر هما حتى بعد وفاتهما فقد روى مالك بن ربيعة رضي الله عنه قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمه فقال : يارسول الله هل بقي من بر أبوي شي ء أبر هما به بعد موتهما ؟ فقال : "نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" رواه أبو داود.
وصور البر لاتحصى، ولكني أريد أن أنبه إلى أهمية إدخال السرور عليهما، كأن تخبر هما بتمام سعادتك في الجلوس معهما والحديث إليهما، وشوقك إليهما حينما تبتعد عنهما، وكامل افتخارك بأنك ابن لهما .
ومن صور العقوق التي يغفل عنها كثير من الناس : سوء التعامل مع الإخوة واختلاق المشاكل معهم ، وكذا إدخال الحزن على الوالدين بإخبارهم بهمومك ومشاكلك وديونك، ومن صوره الإساءة إلى سمعتهما سوء معاملة الآخرين . ولا تنس سؤال الله أن يعينك على البر، وأن يرضيهما عنك ، ويبلغك الاستمتاع بالبر والتلذذ به .
[COLOR=#FF004D]فهد بن محمد القرعاوي[/COLOR]