[B]قد سمعنا في هذا الزمن الكثير من العنف الذي يمارس ضد المرأة من الذكور , الذين نسوا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين وصف النساء بالقوارير وهي الزجاج الذي يسهل كسره و يستحال جمعه , فالذكور يفسرون القوامة بفرض السلطة على المرأة والسيطرة عليها , والبعض الأخر يخول لنفسه بعد دفع الصداق بأنه تملك المرأة و أصبحت من ضمن ملكياته الخاصة , وقد يصل بهم ألاستيلاء على مستحقاتها المالية و رواتبها العملية , فالرجل يحكم المرأة بعقله لا ببطشه و قوته , يمكن أن يجعلها أسيرته بتعامله و رقي أخلاقه و مبادلتها عواطفه , فإذا حكم عقله أدرك المعنى الحقيقي للقوامة , فالرجل الحقيقي هو الذي يعمل بقوله تعالى : ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) ويتدرج بين هذه الخطوات مبتداءً من الوعظ والنصح ومروراً بالهجر و الترك و انتهاءً بالتوبيخ البسيط , وكان رسولنا و قدوتنا صلى الله عليه وسلم يوبخ نسائه بالسواك , و يعفوا و يتسامح عن الكثير , كان يمثل لنا القوامة الحقيقة , والفهم الخاطئ من الذكور للقوامة قد تسبب في فتح ثغرة ضد الإسلام باتهامه بالعنف ضد المرأة و ظلمها , و أنه أنقص من قيمتها , ولم يدركوا أنه هو الدين المكمل لحقوقها ولم يقصر في ذلك , ومُوجب لها ما يناسب فطرتها .
هنا رسالتي للذكور , أحيوا رجولتكم قبل أن تندموا , فليس في العنف رجولة ولا تدعوا لذكوريتكم المجال للتمرد فلتحكموا بعقولكم لتكسبوا نسائكم , أفهموا معنى القوامة الحقيقي ولا تعملوا به دون فهمه ، و هنا شكري للرجال , فأنتم المثال الحقيقي للقوامة , ومأكرمهن إلا كريم وماهانهن إلا لئيم , فرفقاً بالقوارير .
[COLOR=#0A00FF]عبدالعزيز القثامي[/COLOR]
[email]abdulaziz.qathami@gmail.com[/email][/B]