ذاك هو الربيع الدموي ،وليس الربيع العربي ،ذاك هو الربيع الإصطناعي ،وليس ربيع الخضرة والنقاء،ذاك هو الربيع المجدب،وليس هو المثمر،ذاك هو التشتت ونهوض الشراذم.
وليس التكاتف أو كأنه هو،بل الفرقة بعينها،وكل حزبٍ بما لديه فرح،ذاك وذاك زد ما شئت مبتغاً وهلمجر،أيها القارئ لك الحق في العبرة والتعبير معاً،لن أغوص في الأعماق هذه المرة،لكن من يقرأ الساحة المصرية مجدداً سيجد العجب مما حدث وقد يحدث مستقبلاً،فليس المجال بصف من سنكون،لكن المطالب الجمة هي الديمقراطية والحرية ،وتحقق العدالة ولو مؤقتاً،لكن ما لم يكن بالحسبان هو الصعود إلى الهاوية.كيف حدث ذلك؟بكل بساطة يفسره صراع القوى المتناحرة وصراع التيارات المتناقضة،فكل فريق يحاول الإطاحة بالاَخر،وكل حزب ينكر على صاحبه،من أوصل هؤلاء إلى سوء الأحوال؟إنها الديمقراطية المسمومة!!والتي جلبت من الغرب وكأنها سلعة رابحة،بلى إنها كاسدة
والدليل على ذلك أنه عندما تهب رياح التغيير فليس بمقدور أحد إقافها إلا بإرادة رب العباد سبحانه،فهو القائل جل شأنه:{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم .
لكن من يقف هو الوجه الاَخر،وجهٌ ألفته مرات عدة،وفارقته هذه المرة،وهذه ما ينطبق على سيادة المشير عبد الفتاح السيسي الاَن.وكأنه يذكرني بمن يريد إعمار العراق بول بريمير سابقاً،فما خلف وراءه غير روائح الموت،فعندما يكون الحاكم العسكري هو الاَمر الناهي فأذعن له،وإلا ستلقى حتفك إذاً،وعندما تفرز الديمقراطية جماعة الأخوان كذلك
ويصلوا سدة الحكم فستذعن مرة أخرى وإلا سترى قذفك بأن ترمى من أعالي الأسطح كما حدث في سيدي جابر.
بطبيعة الحال ستكون الأمة المصرية وسط حمام دم ساخنِِ وفتن.لأنه عند غياب القائد الحقيقي ستغيب معه كل الاَمال التي تؤدي إلى بناء دولة حديثة لا تتداخل فيها المصالح
الشخصية ولا المؤامرات الخارجية،ولا يستغل الدين بهذه المهاترات،بل إن ما يجنيه المصريون من كل ذلك هو الأمن والإستقرار،لمن كتب الله له حكم مصر بالأغلبية،لكن أكثر ما نخشاه هو عدم الإعتراف بالحقيقة مهما كانت نتائجها وأصدائها،وأكثر ما نتمناه هو عدم إطلاق الأحكام جزافاً،نعم قد فاقت أم الدنيا التسعين مليوناً ونيف،نأمل أن يعيشوا كما كانوا أمة عظيمة مترابطة،ونتمنى من الله العلي القدير أن يحفظ أمن بلادنا واستقرارها وأن يلطف بأمتنا العربية،وأن لايرينا بإخواننا أي مكروه.
[COLOR=#001CFF]عبدالله محمد
صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية
[email]aljzerh2009@hotmail.com[/email][/COLOR]