حفلت كتب الطرائف والنكت والنوادر بكنـز من الفكاهات اللطيفة ذات الجوانب والأبعاد الاقتصادية الرائعة، وفيما يلي نعرض بعضاً من ذلك.
دعوة اقتصادية: حكي أن رجلاً سأل بنان الطفيلي أن يدعو له فقال: اللهم ارزقه صحة الجسم، وكثرة الأكل، ودوام الشهوة، ونقاء المعدة، وأمتعه بضرس طحون، ومعدة هضوم مع السعة والدعة، والأمن والعافية!!
بخل اقتصادي: قال أحمد بن كشاجم:
صديق لنا من أبرع الناس في البخل وأفضلهم فيه وليس بذي فضل
دعاني كما يدعو الصديق صديقه فجئت كما يأتي على مثله مثلي
فلما جلسنا للطعام رأيته يرى أنه من بعض أعضائه أكلي
ويغتاط أحياناً ويشتم عبده وأعلم أن الغيط والشتم من أجلي
فأقبلت أستل الغداء مخافة وألحاظ عينيه رقيب على فعلي
أمد يدي سراً لأسرق لقمة فيلحظني شزراً فأعبث بالبقل
إلى أن جنت كفي لحتفي جناية وذلك أن الجوع أعدمني عقلي
فجرت يدي للحين رجل دجاجة فجرت كما جرت يدي رجلها رجلي
وقدم من بعد الطعام حلاوة فلم أستطع فيها أُّمِرُّ ولا أُحلي
وقال ابن بسام:
أتانا بخيل بخبز له كمثل الدراهم في رقته
إذا ما تنفس حول الخوان تطاير في البيت من خفته
وقال أحدهم:
نوالك دونه شواك القتاد وخبزك كالثريا في البعاد
فلو أبصرت ضيفاً في منام لحرمت الرقاد إلى المعاد
شرط اقتصادي: قال علي بن الحسين الرازي: مر بهلول بقوم في أصل شجرة فقالوا: يا بهلول تصعد هذه الشجرة وتأخذ عشرة دراهم؟ فقال: نعم فأعطوه عشرة دراهم، فجعلها في كمه، ثم التفت إليهم فقال: هاتوا سلماً، فقالوا: لم يكن هذا في شرطنا!! قال: كان في شرطي!!.
متنبئ اقتصادي؟: ادعى رجل النبوة بالكوفة فأدخل على واليها فقال ما صناعتك قال: حائك قال: نبي حائك؟!. قال: فأردت نبياً صيرفياً؟! الله يعلم حيث يجعل رسالته.
رغيف: قال أبو الفتح البستي:
رغيف أبي علي حل خوفاً من الأسنان ميدان السماك
إذا كسروا رغيف أبي علي بكى يبكي بكاءً فهو باكي
وقال الخوري عبدان الأصفهاني:
رغيفك في الأمن ياسيد يحل محل حمام الحرم
فلله درك من سيد حرام الرغيف حلال الحرم
وقال الحسين الكلابي:
فتى لرغيفه قرط وشنف وإكليلان من خرز وشزر
إذا كسر الرغيف بكى عليه بكاء الخنساء إذ فجعت بصخر
ودون رغيفه قلع الثنايا وضرب مثل وقعة يوم بدر
وقال أبو نواس:
لأبي نوح رغيف أبداًَ في حجر دايه
وله كاتب صدق خط فيه بعناية
فسيكفيكهم الله إلى آخرة الآية
تسعيرة اقتصادية: قال عبدالرحمن بن مخلد: دفعت امرأة إلى رجل يقرأ عند القبور رغيفاً وقالت له: اقرأ عند قبر ابني فقرأ ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾ [القمر: 48]، فقالت له: هكذا يقرأ عند القبور؟ فقال لها: فإيش أردت برغيف؟ ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ [الرحمن: 54] ذاك بدرهم.
حرفة اقتصادية: اعترض رجل جارية ليشتريها، فقال لها: بيدك صنعة؟ فقالت: لا، ولكن برجلي!!.
بغلة اقتصادية: قال البهاء زهير:
لك يا صديقي بغلة ليست تساوي خردلة
تمشي فتحسبها العيون على الطريق مشكلة
وتخال مدبرة إذا ما أقبلت مستعجلة
تهتز وهي مكانها فكأنما هي زلزلة
مقدار خطوتها الطويلة حين تسرع أنملة
أشبهتها بل أشبهتك كأن بينكما صلة
حساب اقتصادي: قيل لطفيلي: كم اثنين في اثنين؟ قال: أربعة أرغفة!!.
حزم اقتصادي: قال أحد البخلاء لغلامه: هات الطعام وأغلق الباب.
فقال يامولاي هذا خطأ إنما يقال: أغلق الباب وهات الطعام، فقال له: أنت حر لوجه الله لمعرفتك بالحزم!!
[COLOR=#FF003E]
أ . د / زيد بن محمد الرماني [/COLOR]
ــــ المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : [email]zrommany3@gmail.com[/email]