استقبلنا منذ شهرين عيد الأضحى المبارك
وعمت علينا الفرحة والعطاء ، وازدانت بيوت المسلمين بثوب جديد تعلوه البهجة والسرور
ومايميّز عيد الأضحى عن عيد الفطر ، هي صورة الخروف التي تمثّل يوم النحر ، فلا تكاد تخلو رسالة معايدة من صورة خروف العيد
في مقالي هذا أنا لا أقصد بالخروف أضحية العيد وما يذبح من بهيمة الأنعام تقربًا لله تعالى
.. كلا .. وإنما أقصد بالخروف هي ( ظاهرة الخرفنة ) اللقب الذي أطلقه الشباب على من تلاعبوا بعقله بإسم الحب
ويتم بتقليد الشاب صوت الفتيات ليضحك على بعض الشباب ، ويوقع أحدهم في مصيدته
ويكون هذا ( الخروف ) الذي لم يصدق خبرًا حينما سمع ذلك الصوت الأنثوي بأن يعطي كل مافي جعبته
فلا يتردد بأن يرسل بطائق الشحن ، أو يحول الرصيد له ، أو يرسل له الهدايا ونحو ذلك ، ظنًا منه بأنه يُحادث فتاة ويأملُ بأن يلتقي بها
فينتهي الحال بأن يتعرض الأول ( المتشبه بالفتيات ) إلى السب والشتم ، وقد تجده غير مبالي وكأنه قد أنجز إنجازًا عظيمًا في حياته
وينتهي حال الثاني ( الخروف ) إما ان يكون على هاوية الإفلاس ، أو أن يصبح أضحوكةً بين الشباب ونحو ذلك ..
هل أصبحت اهتمامات الشباب هو أن يقضي يومه في التغزل أو خرفنة صديقه من أجل أن يفضحه ، ويقهقه ويضحك عليه ؟!
إن في هذا مؤشر خطير على غياب التربية والقدوة الصالحة في حياة الشباب
بل إن في ذلك دليل على التخلّف وضعف الوازع الديني
فكيف يرضى عاقل بأن يضيع وقته وطاقته وأخلاقه من أجل قهقهة أو من أجل حب مزعوم !
إننا لن ندرك مدى خطورة هذه الظاهرة إلا عندما يعم الفساد في المجتمع
أنا لا أبالغ في قولي هذا ، ففي التقاعس عن الإهتمام بهذه الظواهر لهي بداية النهاية لكل مجتمع
فالشباب هم عوامد المجتمع إن لم نبذل أقصى مالدينا من أجل إصلاهم فكيف تعود الأمة لقوتها..!
حقيقة أشفق على حال اولئك الشباب الذين يقضون أوقاتهم فيما يغضب الرحمن ، ويهدرون طاقاتهم في مثل هذه الأمور
الحياة قصيرة فهل تريد أن تختم حياتك وأنت على هذا الحال ؟
كثير من الشباب أدركوا قيمة الحياة ، فأبوا إلا أن يحددوا اهدافًا لهم في هذه الحياة ، لينجزوا ويستفيدوا ويفيدوا غيرهم
فهل آن الآوان لتتغير أخي الشاب وتهتم بما يصلح نفسك ودينك اولًا وآخرًا .. ؟
إنني آمل ذلك , والله من وراء القصد وهو عليه السبيل .
[COLOR=#FF00A9]الكاتبة : رانية علي سراج [/COLOR]