يتقدم الرجل إلى الزواج وفي نفسه آمال يريد أن يحققها يوماً ما، وهو بزواجه إنما يريد أيضاً أن يجد مرفأ يصل إليه، بعد أن أصابه الإعياء من هذا المعترك الحيوي القاسي الذي يشبه البحر الخضم وهو فيه كالسفينة تتناوله الزوابع والأعاصير وتكاد تحطمه الصخور، فلا يجد مرفأ السلامة إلا في كنف الزوجة وتحت سماء الزواج.
فجدير بالزوجة إذن، أن تتزود بخير ما يمكن أن تتزود به من نصائح غالية ومن تجارب تلتقطها من غيرها من النسوة المتزوجات.
ولتعلم الزوجة أن السعادة إنما تجيء عن طريقها ومن داخل نفسها، وليس لها إلا أن تستعرض أمام عينيها ما يمر بها من خطأ في باحة الزواج، مما كان سبباً إلى إثارة غضب زوجها، ثم تسأل نفسها عن مرجع هذا الخطأ وعما إذا كانت هي المخطئة, وبذا تستطيع أن تعود فتصلح ما أفسدت.
جاء في كتاب ((فن الزواج)): إن المشاجرات العنيفة التي تنشأ عن الزوجة، وليس ثمة من سبب رئيس لها، تقزِّز نفس الرجل، فيسعى إلى الترويح عن نفسه، فيسقط سقطة لا خلاص له منها. والزوجة بهذا إنما تكون سبب هذا الخسار اللاحق بزوجها، بل بسبيل أن يضيع فتفقده!!
فقد لاحظ الرجال أن المرأة إذا ولدت بعد عام من زواجها، تحولت بحبها إلى طفلها، وأمطرته بقبلاتها ووقف زوجها بعيداً عنها ينظر إليها، ويقترب يريد أن يبحث عن زوجته التي كانت منذ عهد قريب فلا يجدها فيحزنه عملها، ويود أن لو عادت إلى سيرتها الأولى: هنا يجد الرجل نفسه وقد فقد أشياء كثيرة فهو يحاول أن يحصل عليها عند غيرها.
وكان جديراً بالمرأة أن تملأ بيتها نوراً يقتبس منه الرجل وأن لا يكون الطفل سبباً إلى نفورها منه واعتبارها إياه خزنة ملآى بالمال.
إن للمرأة تأثيراً على الرجل، وكلماتها الحسان ولنصائحها معنى سامياً، فإن الفم الجميل تخرج منه الألفاظ الحسان والنصيحة الغالية، فيتقبلها السامع ويخضع لها.
إن الزوجة المحبوبة تعمل جهدها في أن يتجه فكر زوجها إليها وتكون شاغلته في حله وترحاله، فإذا ترك بيته مضطراً، حتى إذا انتهى من عمله أسرع إليها.
فيا أخواتي: اعلمن أنه لو أردتن الاحتفاظ بأزواجكن - وأنتن تستطعن - لأعملتن جهدكن في هذا السبيل، ولأفدتن العالم خير ما يمكنكن إفادته، بل سيحتفظ العالم بعملكن هذا ويقدِّره.
فاعملن وطريقكن الإخلاص والحب.
[COLOR=#FF003E]د. زيد بن محمد الرماني[/COLOR]
ــــ المستشار وعضو هيئة التدريس
بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية