لا يخفى على كل أحد ما هو حاصل في هذه الأيام من اقتتال بين الكتائب والفصائل في ساحة الجهاد السوري، ولا شك أن هذا من الفتن التي حذر منها العلماء قبل وقوعها..
فقد سئل الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله في بدايات الثورة السورية عن حكم ذهاب الشباب للجهاد في سوريا ؟ فنهى عن ذلك وبين أن هذا فتنة، يعني : ذهاب الشباب .. ثم بين موقف المسلم من نصرة إخوانه في بلاد الشام بأن يدعو لهم وينصرهم حسب استطاعته بالمال .
لما أفتى الشيخ الفوزان بعدم جواز ذهاب الشباب للجهاد في سوريا شنّع عليه بالسّب والشتم كثير ممن قلّ نصيبه من العلم والفقه والحلم ، بل إن بعضهم فَجَرَ في الخصومة، وقال الذي يقول أنّ ذلك فتنة، نقول له ( ألا في الفتنة سقطوا ) ..!!
يستشهد بآيات نزلت في المنافقين ثم يُنزّلها على العلماء الربانيين ساخرا متهكما من فتواهم في هذه القضية .. ثم تدور رحا الأيام تلو الأيام فإذا بالقتال يقع بين من يسمون بالمجاهدين أنفسهم، ثم يأتي هؤلاء الذين فجروا في الخصومة وقالوا عن الشيخ الفوزان وإخوانه العلماء ( ألا في الفتنة سقطوا ) يأتون فيقولون في صياح ونياح : هذه فتنة هذه فتنة ..!!
فمن الذي سقط في الفتنة الآن ؟؟
قال الحسن البصري - رحمه الله - وصدق فيما قال : إذا أقبلت الفتنة عرفها كل عالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل .
العلماء الربانيون ينظرون إلى الأمور بعين البصيرة وهؤلاء الجهلة ينظرون إليها بعين العاطفة والحماس غير المنضبط، فشتان بين الفريقين ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
أيها الإخوة الأفاضل :
بالأمس أصدر المتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ( أبو محمد العدناني ) بيانا صوتيا بعنوان ( الرائد لا يكذب أهله ) حرض فيه أتباعه على سحق المقاتلين التابعين للمعارضة السورية فقال : احملوا عليهم كحملة أبي بكر الصديق واسحقوهم سحقا ..!!
يعني بذلك : أن يقاتلوهم كقتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للمرتدين ..!!
فيا للعجب .. لما دخل تنظيم القاعدة إلى بلاد الشام بفرعيه : جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام التي يسميها أهل سوريا ( داعش ) .. لما دخلوا أطلقوا على أنفسهم بالمهاجرين وعلى أهل السنة في سوريا بالأنصار .
فالأنصار بالأمس أصبحوا مرتدين اليوم ويجب أن يُقتلوا ويُسحقوا ..!!
وها هو القتال قائم بين المهاجرين والأنصار ؛ بل بين المهاجرين أنفسهم كما هو حاصل بين جبهة النصرة وداعش .. فالشباب الذين غُرّر بهم وذهبوا للجهاد في سوريا أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم كل يقاتل مع الفيصل الذي انضم إليه ضد الفصيل الآخر، تركوا النظام النصيري الكافر وانشغلوا بأنفسهم .
فهل هذا هو الجهاد ؟؟
نعم هو جهاد عند تنظيم القاعدة الذي يقاتل المرتدين الذين كانوا بالأمس أنصارا ..!!
حقيقة لا بد أن يدركها الجميع :
وهي : أن تنظيم القاعدة مشروع فاشل بكل ما تعنيه الكلمة، فما من معركة خاضها باسم الجهاد إلا كان ضررها عظيما على الإسلام والمسلمين :
فهم الذين تسببوا بغزو أمريكا لأفغانستان ، وتسببوا في تسلط المالكي الرافضي على رقاب أهل السنة في العراق ، ولا يخفى ما هو حاصل في سوريا .. قبل أن يدخل هذا التنظيم إلى بلاد الشام كان أهل السنة في تقدم وانتصارات مشهودة ومعلومة لكل متابع ، فلما دخل هذا التنظيم حصلت انتكاسات كثيرة وهزائم متتالية للمجاهدين في بلاد الشام ، ولا يشك كثير من المتخصصين في أن هذا التنظيم مخترق من المخابرات الصفوية والنصيرية والعراقية الرافضية ..!!
أضف إلى ذلك ما يحمله هذا التنظيم من فكر ضال منحرف يكفر المسلمين ويستحل دماءهم كما صرح بذلك العدناني في بيانه ..!!
فلذا حذر العلماء الكبار منذ سنوات بعيدة من هذا التنظيم وأمثاله في فتاوى كثير ومعلومة .
أسأل الله تعالى يحفظ إخواننا أهل السنة في بلاد الشام وأن يعجل الفرج لهم وينصرهم ..
اللهم من أرادهم بفتنة فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميرا له يا قوي يا عزيز ..
اللهم عليك بالصوفيين والنصرية وحزب الشيطان ، اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا .
[COLOR=#FF003E]
بقلم : سعود العتيبي [/COLOR]