من معلم إلى الأمير خالد الفيصل

بداية أوجه لسموكم الكريم، أجمل التهاني، على الثقة الملكية الغالية، التي منحت لكم من قبل خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وصدور أمره الكريم، بتعيينكم وزيراً للتربية والتعليم، أسأل الله أن يعينكم على تحمل هذه المسؤولية العظيمة، وأن يسدد خطاكم.
أبعث لسموكم الكريم هذه الرسالة، من معلم بلغت خدمته في التعليم 25 سنة، عرفت فيها خبايا وخفايا التعليم، ومواطن القوى والضعف فيه، وكتبت فيه عديداً من المقالات. ولو تتسع مساحة المقال لقلت كثيراً من الملاحظات. ولكن أود في هذه المرة أن أضع أمام سموكم هذه الملاحظة، التي تعد أحد الجوانب السلبية، التي أضرت بالتعليم، آملاً أن تجدوا لها الحل والعلاج المناسبين، أذكرها باختصار شديد ألا وهي: انتشار ظاهرة الغياب عند الطلاب، بشكل كبير ومخيف جداً، أسبوعان قبل اختبار الفصل الأول، ومثلهما قبل اختبار الفصل الثاني.
في الزمن الماضي كنا نحرص على الحضور في هذين الأسبوعين، لمراجعة الدروس مع المعلمين، ووضع أيدينا على النقاط المهمة، التي قد تأتينا في الاختبار، الآن أُطلِقَ عليهما لقب الأسبوعين الميتين، من أماتهما؟ وكيف نحييهما؟ ومع الأسف الشديد أقول، وإن كان هذا الكلام سيغضب كثيراً من المعلمين، أرجو أن تتسع صدورهم له، ولكن هذه هي الحقيقة، هناك تشجيع من قبل بعض المعلمين للطلاب على الغياب في هذين الأسبوعين، بإعطائهم إيعازاً بذلك، بطريقة غير مباشرة، بحجة الانتهاء من تدريس المقرر. أضف إلى ذلك أسبوعاً قبل إجازة عيد الأضحى، وأسبوعاً قبل إجازة منتصف الفصل الثاني، ويومين أو أكثر بحسب التوقيت قبل اليوم الوطني، لو جمعت هذه الأيام، تكون المحصلة أكثر من شهر ونصف الشهر من الغياب، أليست هذه الأيام من حق الطالب؟
ولم يكتف طلابنا بهذه الأيام من الغياب، ففي الآونة الأخيرة، انتشرت في مدارسنا، خاصة في المرحلة الثانوية، ظاهرة الغياب يوم الخميس بكثرة، وبشكل لافت وملاحظ، وكأنه يوم غير محسوب في الدراسة. ورغم كل ذلك نتحدث عن مخرجات التعليم، أي مخرجات ستتحقق في ظل هذه الفوضى من الغياب؟ وكما تحدثت عن غياب الطلاب، سأتحدث عن غياب المعلمين في مقال لاحق إن شاء الله حتى نلتقي.

[COLOR=#FF003E]عبدالله حسن أبوهاشم[/COLOR]