عقد مجلس الوزراء الموقر اجتماعه الغير عادي برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك الوالد عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ظهر يوم الاثنين 20/2 /1435 لاعتماد الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1435 -1436 / 2014 م، والتي مثلت أكبر ميزانية للمملكة في تاريخها الحديث ولله الحمد والمنة والتي قدرت ايراداتها بمبلغ ( 855 ) ثمان مائة وخمسة وخمسين مليار ريال، في حين قدرت النفقات بمبلغ ( 855 ) ثمان مائة وخمسة وخمسين مليار ريال.
والحقيقة شد انتباهي الكلمة الضافية للملك عبدالله حفظه الله عندما خاطب الوزراء بان يهتموا بالمواطنين ويقابلوهم كأنهم يقابلونه شخصيا، هذه العبارة الراقية التي تدل على الابعاد الانسانية التي يحملها أيده الله اتجاه ابنائه وبناته مواطني هذه البلاد الطيبة، والتي لم تنفك عن كلماته وتوجيهاته دائما بان يكون المواطن هو ركيزة الاهتمام ومحور العمل، ولدلالة هذه الكلمة على الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا الجانب كون المواطن هو المجال الحقيقي للاستثمار ومن أجل رفاهيته تنفق الدولة بسخاء في كل مجال حيوي يحقق تطلعاته ويوفر له العيش الكريم، وهذه الكلمات العفوية الصادرة منه حفظه الله تعتبر نبراس عمل يجب أن تكون ديدننا وخطة عملنا دائما.
وكما سمع الجميع من خلال سرد بنود الميزانية ما خصص لقطاع التعليم بصفة عامة، والذي بلغ ما نسبته ( 25 % ) من النفقات، بمبلغ مقداره [ 210 ] مائتين وعشرة مليارات ريال.
وما خصص للتعليم العالي في هذه الميزانية: اعتماد النفقات اللازمة لاستكمال تأهيل كليات البنات في عدد من الجامعات تبلغ تكاليفها أكثر من (3) ثلاثة مليارات ريال، واعتماد النفقات اللازمة لافتتاح (8) ثمان كليات جديدة، كما تضمنت الميزانية اعتماد مشاريع لوزارة التعليم العالي والجامعات بتكاليف تزيد عن (6ر9) تسعة مليارات وست مئة مليون ريال، ومراحل إضافية لمشاريع تزيد تكاليفها عن (7ر6) ستة مليارات وسبع مئة مليون ريال، وكذلك الاستمرار في دعم مشروع الابتعاث الخارجي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث وصل عدد المُبتعثين من الطلبة والطالبات الدارسين في الخارج ما يقارب (185000) مئة وخمسة وثمانين ألف طالب وطالبة مع مرافقيهم بنفقات سنوية تقارب (22) اثنين وعشرين مليار ريال.
وتدل الملامح العامة للميزانية استمرار الدولة أيدها الله بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله بالأنفاق بســـخاء في كل ما يحقق الرفاهية للمواطن، وتحسين حياته المعيشية، والصحية، وتحقيق أعلى معدلات النمو في كافة القطاعات، مع اسـتمرار بنـاء البنية التحتية والخدمية وفي أهم مجالين من مجالات التنمية المســـتدامة: التعليم والصحة، والخدمات العامة.
وأود القول: أن الاموال وحدها لا تكفي للنهوض بأعباء التنمية، بل يجب أن تتظافر جهودنا جميعا كمسئولين ومواطنين يدا واحدة مع الدولة أيدها الله لتحقيق طموح قيادتنا الرشيدة، وعلى راسها خادم الحرمين الشريفين الملك الوالد: عبدالله بن عبدالعزيز، وتطلعات مواطنينا في وضع هذه الأموال والإمكانيـــات المالية الضخمة في موضعها الصحيح، والارتقاء بجميع أزمة التنمية، وبالذات في أهم المجالات التنموية: التعليمية والصحية، وغيرها من مفاصل المسيرة التنموية، والتركيز على الاستفادة القصوى من معطيات هذه الميزانية، بما يعود على بلادنا الغالية بالخير والرفاه والتحضر والتقدم الحضاري الشامل في جميع المجالات، وحتى تمتد عطاءاتها للأجيال المقبلة جيل بعد جيل بإذن الله تعالى.
وأننا في جامعة الباحة إذ نشكر المولى سبحانه وتعالى على ما انعم به علينا من نعم كبيرة وكثيرة، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك الوالد: عبد الله بن عبد العزيز، ولسمو ولي العهد الأمين الأمير: سلمان بن عبد العزيز، على ما يلقاه التعليم بصفة عامة، والتعليم العالي بصفة خاصة منهما، من اهتمام، ورعاية ودعم لا محدود.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام لها نعمة الأمن والإيمان والرخاء والاستقرار، وحفظ ولاة أمرنا الكرام، وأعانهم وسدد على درب الخير خطاهم... أنه ولي ذلك والقادر عليه
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[COLOR=#FF003E]أد: سعد بن محمد الحريقي [/COLOR]
*مدير جامعة الباحة