تعد محطة ضباء لتوزيع المنتجات البترولية، والتابعة لشركة أرامكو السعودية، من أهم وأقدم المحطات في شمال المملكة، على ساحل البحر الأحمر، وتعبأ خزاناتها بواسطة السفن، وتخدم وتغذي كل من منطقة تبوك ومنطقة الجوف وطريف، من خلال تزويد هذه المحطات، عن طريق شاحنات النقل (الوايتات)، ولكم أن تتخيلوا أن أكثر من 400 وايت تخرج أو تغادر يومياً محطة توزيع ضباء، متجهة إلى هذه المحطات الثلاث، وإذا أضفنا إليها، الوايتات المتجهة بالعكس أي إلى ضباء بعد تفريغ حمولتها، هذا يعني أن أكثر من 800 وايت تسير يومياً على طريق ضباء ـ تبوك مسافة 180 كم ذهاباً وإياباً في اليوم الواحد، فبالإضافة إلى الأضرار التي تسببها هذه الوايتات من إتلاف في طبقة الإسفلت بصورة واضحة، يحتاج معها إلى صيانة دائمة، وهذا ما يحدث بالفعل، فمن الملاحظ، أن هذا الطريق ضباء ـ تبوك يشهد أعمال صيانة بين فترة وأخرى، وكم من المرات التي تم فيها معالجة الأجزاء التالفة بعدة طرق هندسية، ولا فائدة من ذلك، ولا أعلم، ما هو موقف وزارة النقل من هذه المشكلة؟ هل من المفروض عليها أن تتدخل وتتخذ موقفاً بحق شركة أرامكو، بحكم أنها المسؤولة عن الطرق؟ لندع هذا جانباً فهو من اختصاص وزارة النقل كما قلت. لكن هناك ما هو أخطر من إتلاف الإسفلت، وهو إتلاف الأرواح، فهذا العدد الكبير من الوايتات التي تسير ذهاباً وإياباً على طريق ضباء ـ تبوك، تشكل خطراً على المسافرين، ومصدر خوف وقلق لهم، فكم من الحوادث التي وقعت بسببها، وكم من وايت انقلب واحترق، خاصة في المنعطفات الخطيرة. منذ زمن طويل ونحن نسمع أن هناك دراسة لدى شركة أرامكو، لإنشاء خط أنابيب، يربط بين محطة ضباء، ومحطة تبوك، ولكن يبدو أن الأمر لا يعدو كونه (كلاماً في كلام)، لم يتحقق شيء على أرض الواقع، وليس هناك في الأفق ما يشير إلى تنفيذ هذا المشروع، ولا نعلم لماذا لم ينفذ حتى الآن؟ يا شركة أرامكو، أفيدينا، هل هناك نية بالفعل لتنفيذ هذا المشروع؟ هل سيرى النور قريباً؟ أم سيظل هذا المشروع حبيس الأدراج، ومجرد حلم يصعب تحقيقه؟ إذا كان هناك مَنْ مستفيد أو له مصلحة من استمرار هذا الوضع بهذا الشكل، فهم أصحاب أو ملاك هذه الوايتات، (اللهم لا حسد) أما نحن المتضررين الخائفين والوجلين والقلقين من هذا الطريق، فما علينا إلا أن نضع أيدينا على قلوبنا في كل مرة نسافر فيها عبر هذا الطريق، ضباء ـ تبوك، وندعو علاوة على دعاء السفر المعروف هذا الدعاء: (اللهم نجنا من وايتات أرامكو).
[COLOR=#FF0045]عبدالله حسن أبوهاشم [/COLOR]
ضباء