أن كُفيت شر الأصدقاء فالأعداء أنا كفيل بهم
في هذه الحياة متغيرات عدة فمن أمل إلى الم ومن فرح إلى قرح ومن حزن وهم إلى فرح ونغم وهكذا هي الحياة كالبحر متغير الأحوال ومع تلك التغيرات المسببة للضغوط والمتعبة للأنفس نجد أنا الأصدقاء هم دعامة من دعائم تخفيف تلك الضغوط وتغيير تلك النفوس فالصداقة الحقيقية هي الإحساس بالأخر والوقوف معه في مواطن السرور والفرح وكذا مواطن الألم والجرح ،
أن الصديق المخلص بلسم دواء لجراح الأصدقاء ووسيلة لإدخال السرور والفرح لهم ورائحة الإخلاص أجمل العطور التي يتطيب بها لكونه أهم ركائز الصداقات الحقيقية
أن خير الأصدقاء من تجده في الرخاء زينة وعند البلاء عدة فإذا ما صاحبت فاختر من الأصحاب المجد الصادق طلق المحيا وعند الشدائد والمواقف معينا وساعدا
فكم الأشخاص الذين مروا بنا في أفق الحياة وكنا نعتقد بل ونجزم وأحيانا أنهم أصدقاء لأنهم يوهمونا بذلك لكن مواقف الشدة و البلاء كشفت لنا أنهم كأسراب الطيور المهاجرة التي تبحث عن الأجواء المناسبة لها
وكم هي جميلة الحياة بالأصدقاء لكن جمالها لايكتمل الا بوفاء أولئك الأصدقاء
أن زمن اللجوء للأصدقاء في كل الأوقات لكن الذروة والمحك عند الشدة وفي الضيق ولعل الكثير لا يعرف شيئا عن حكايات الصداقة فالصداقة صدق ونصح وثقة وإخلاص تضحية ومبادرة وتصحيح أخطاء ووفاء وعطاء تلك هي أبواب الصداقات المحقة
أما الصداقات الزائفة فمثلها كسحابة صيف تحركها الرياح كيفما شاءت واقرب شبه لها تلك الأسماك التي تهاجر كل مساء عبر كأمواج البحر
والإنسان يتمنى أن يكون صديقا للآخرين ولو كان ذاك طيرا أو حيوانا مفترسا لكن تفاوت الفكر بينهما يحول دون ذلك إلا إذا نزل احدهما إلى عقل الأخر
ولا يمكن للصداقة أن تكون حقيقية وصادقة إلا إذا بنيت على أساس قوي وثابت عماده اتفاق الضمائر على المحبة والمودة والاحترام والوفاء والحكمة والثقة ,وأهمها الوفاء حيث لا فقد الوفاء تحولت الصداقات إلى صداقة مصلحة أو منفعة تنقطع بانقطاع الفائدة.
أن معيار كشف المعدن والجوهر للإنسان لا يمكن أن يكون دون المعاشرة ولايمكن كشف الأصدقاء في غير الشدائد
أن الصداقات متى ما كانت صادقة فإنها تكتسب الديمومة والأزلية ومتى ما كانت مزيفة فإنها تنزع أقنعتها المزيفة وتسير في ركب المصلحة فتواجدها وقتي أي إنها تنتهي بنهاية تلك الدوافع سواء كانت مادية أو كسب وجاهة أو ما شابه ذلك وتلك هي صداقات المصالح المتبادلة وتنقطع تلك الصداقة وتزول بزوال الدافع النفعي ويغلب على أصحاب تلك الصداقات حب الذات والأنانية فهم من يستسبب في شنق الصداقات الحقيقية بمشنقة النفع والمصلحة ،
(الصداقة مشتقة من كلمة الصدق فكم نحن بحاجة إلى الصداقات البعيدة عن الزيف والنفاق
[COLOR=#FF002E]الكاتب : عبدالعزيز الناصري [/COLOR]