الحياة كلمة حار في تفسيرها واختلف فيها الكثير
فقد تجد من يفسرها بالمسرحية ومن يصفها بلعبة المتاهات ومن يبعد كل البعد عن الواقع لكن في النهاية الجميع يتفق انها عبارة عن مسيرة يعيشها الإنسان كما أرادها الله.
الحياة عندي هي سفينة تتخبط بها الأمواج فإما أن تصل إلى مبتغاها أو تضل الطريق فتتيه في وسط البحار سفينتنا ستبحر من نقطة الصفر لنصل في النهاية إلى الكنز
فهلّموا معي لنبدأ برحلة البحث عن الكنز.
نقطة الصفر ..
ليس لديك في هذه المرحلة شيء إلا طموحك هذا المكان الذي تحدد منه هدفك وترسم خطة لحياتك تذكر أنه بإمكانك أن تغير حياتك وأن تصنع تاريخًا لم يصنعه أحدٌ قبلك
لكن فقط إن علمت كيف تحدد أهدافك وكيف ترسم خطة ناجحة تسير عليها فكّر كيف تعيش لتغير نفسك وتغير ماحولك ،هناك دائما نوعان من الناس ..
شخص عادي وآخر غير عادي
الأول: يعيش على هامش الحياة ليس له اي هدف في حياته يعيش ويأكل ويتخبط في الحياة دون أن ينجز شيئا يُذكر
فإن مات لم يذكره أحد ..
يقول الرافعي : إن لم تزد شيئاً على الدنيا كنت زائداً عليها
والأخر: غيّر وتغيّر وأنجز ووضع بصمة في حياته ومجتمعه حتى مرّ اسمه عبر التاريخ
وكما ترى معي السلف الصالح وعلماء المسلمين ماتوا وما ماتت ذكراهم
إذَا هل حدّدت لنفسك هدفًا قبل أن تبحر ؟
تعال معي لنعرف الخطوة الثانية
الإنطلاقة ..
شاب لديه طموح وأهداف ولكنه يجلس في مكانه ولا يسعى لتحقيقها فهو يعيش في دوامة احلامه وأمانيه
إن كان لديك حلم فانطلق لتحقيق هذا الحلم
وإن كان لديك هدف فيجب أن تكون لديك إرادة توصلك إلى مبتغاك
لكن لتعلم اولًا أن من فقد الهدف سيفقد الإرادة ومن فقد الإرادة بالتأكيد لن تكون لديه اي خطة في الحياة
سيكون وقتها جزءًا من خطط الاخرين واستغلالهم .. لن ينجز شيئًا لنفسه بل ستكون حياته مسخّرة لخدمة غيره
انا لا اقول لك ياطالب النجاح أن لا تخدم غيرك أو ان لا تكون عونًا لهم في حوائجهم
لكن هذا لا يعني أن تهمل نفسك من أجل غيرك فلا تضع لنفسك هدفًا تعيش من أجله
هناك أهداف خاصة وأهداف عامة
أهدافك الخاصة هي التي تحقق لك السعادة الذاتية لك كأن تصبح مؤلفًا او مصورًا او رساماً ..الخ
اهدافك العامة هي التي تخدم بها مجتمعك كأن تصبح طبيبًا أو تبني مسجدًا او مدرسة ... الخ
إن وضعت لك هدفًا وكانت لك إرادة قوية تستمد قوتها من الإيمان بالله فكن على يقين بأنك ستصل إلى مرادك
يقول ابن القيم : " لو أراد الرجل أن يزيح جبلًا لأزاحة "
ويقول الله عز وجل : " من يرد ثواب الدنيا نؤته منها ... "
قال سبحانه " يرد " من الإرادة ولم يقل يتمنى
فمن يُرد نؤته .. وذلك وعد من الله تعالى
القوة تكمن في داخلك انت
أنت من يريد وأنت من سيُغير وأنت من سيصل الى النجاح إن أردت بإذن الله
فهل ستكمل طريقك أم ستتوقف ؟
تعال معي لنعرف الخطوة الثالثة في رحلتنا
عثرة ..~
ستتعثر حتمًا بعثرة صغيرةً كانت أم كبيرة ، ستفشل ، سيضحك من حولك ويثبطونك
لكن لا تيأس وتمسك بحبل الأمل في كل محنة ، فما هذه الحياة إلا دار امتحان وابتلاء
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " تفائلوا خيرًا تجدوه "
أليس لكم ربٌ كبير يقول للشيء كن فيكون ؟
فعلى ماذا الحزن ؟
إن فشلت فحتماً بعد الفشل نجاح إن تعلمت من هذا الفشل
وإن سقطت فقوتك ستكون في نهوضك
وإن أُغلقت الأبواب أمامك فتذكر ان الله عز وجل قال : " أدعوني استجب لكم "
كن متفائلًا دومًا حتى وإن أرهقتك الحياة ومن حولك فالله أكبر ولن يضرك أحد إلا بإذنه .
عن أبى العباس عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوماً فقال
"ياغلام إنى أعلمك كلمات :أحفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فسأل الله إذا أستعنت فاستعن بالله
واعلم أن الأمة لو أجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك
وإن أجتمعوا على أن يضروك بشئ لن يضروك إلابشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف "
وفى روايه لأحمد
أحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشده
وأعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً
فهل بعد كل هذا مازلت يائسًا ؟
تعال معي لنعرف الخطوة الرابعة
فقدٌ وألم ..~
لن تصفو لك الحياة ابدًا فالحياة أخذٌ وعطاء إن اعطتك ستأخذ منك ، وإن أخذت منك ستعطيك
وسيأتي عليك يومٌ تفقد فيه كل شيء
لكن إحذر من ان تفقد ذاتك في هذه الحياة
حافظ على نفسك وهدوءك ، واعلم انك لن تسترجع شيئاً بالقوة ولا بالغضب
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ) .
اصبر فحتما سيكون الفرج قريبًا بإذن الله ولكن لا تيأس " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
هل مازلت عابسًا أم رضيت بما قسمه الله لك ؟
تعال معي لنبستم قليلًا في الخطوة الخامسة
إشراقة ..
مع كل ماستمر به بالتأكيد لن تخلوا حياتك من اللحظات الجميلة
ومن الرفيق الذي يدخل البهجة والأنس الى حياتك
لتعلم وقتها أن الله لم يجعل حياتك شقاءًا في شقاء كما كنت تظن
وحتى في لحظات فرحك لا تنسى أن تشكر الله يقول الله عزوجل : " ولئن شكرتم لأزيدنكم "
ارفع يدك دائماً في السرّاء والضرّاء واشكر الله تعالى على كل نعمة أنعمها عليك حتى تدوم عليك النعم .
هل تذكرت شيئًا جميلًا في حياتك وابتسمت ؟
تعال معي لنخطو الخطوة الأخيرة في هذه الرحلة
النهاية ..
ولا أراها إلا بدايةً لك لتكمل طريقك وتخوض تجارب الحياة
ما أنا إلا طيفٌ عابرٌ في حياتك وقفتُ هنيهة لأعلمك بعضًا مما تعلمته من الحياة
الطريق الآن امامك وانت قبطان سفينتك والقرار بيدك لأن تبحر أو تتوقف
إن أردت أن تغير شيئا في حياتك فلا تكون زائدًا عليها اكمل ابحارك لتصل إلى حلمك
وكن رجلا إن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر
عليك فقط أن تدرك أن الكنز بداخلك أنت ..
[COLOR=#FF00A1]
بقلم : رانيه علي سراج[/COLOR]
كاتبة بصحيفة أضواء الوطن
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
01/12/2013 في 12:19 ص[3] رابط التعليق
خير الكلام ماقل ودل كفيتي ووفيتي …..
(0)
(0)